نشرت جريدة الوطن امس خبراً عن أن الدكتور أشرف العربي وزير التخطيط والمتابعة قد صرح من خلال مؤتمر صحفي بأن معدل التضخم قد إرتفع جراء تحرير سعر الصرف والمعروف بالتعويم، ثم أضاف الوزير قائلاً " اللي بيصيفوا برة مصر هيحسبوها ألف مرة بعد تحرير سعر الصرف". لست أدري لماذا نشعر بخلط في المفاهيم وسذاجة التخطيط وكذلك سطحية التفكير لدي بعض المسئولين عندما يختزلون السلبيات العديدة التي تواجهنا جراء قرارات عفوية متسرعة بدون دراسات جدوي حقيقية يقدمونها لنا أؤلئك المسئولين ومن علي شاكلتهم، ثم يقوم نفر من الإعلاميين-خاصة مقدمي برامج التوك شو-وكذلك الخبراء الإستراتيجيين الذين يظهرون بشكل شبه دائم علي بعض الفضائيات بتسويقها لنا ببهلوانية عجيبة وبصورة إن خدعت البعض من اللاهين، فلن تخدع الواعين. أؤلئك يبدو أنهم لا يشاطروننا مصاعب الحياة اليومية التي تواجهنا والتي هي للبعض من الفقراء والمحتاجين ليست فقط مصاعب بل هي كوارث، فلا نجد منهم سوي الوعود بالجنة والنعيم في حياتنا ونفيق في النهاية بعد طول صبر وإنتظارعلي فنكوش وسرابات أو أشياء لا قيمة لها مثل خُفي حُنين الذي عاد به الأعرابي لأهله بعد أن طال بهم الأمل وكثرت أمانيهم خلال سفره الطويل، والذي كان وهو في طريق عودته قد أعجبه حذاء-خُف-عند إسكافي بالعراق يُدعي حُنين، وبعد أن أخذ يسأل عن ثمن الخف ومن ثم جادله وأخذ من وقته ومجهوده الكثير، وفي النهاية تركه الأعرابي ولم يشتريه مما أثار حفيظة حُنين، فدبر له أكبر مقلب واجه الأعرابي في حياته، حيث سبق الأعرابي ووضع إحدي الخفين أمامه، وبعد مسافة أخري ترك الثانية، ثم إختبأ متابعاً الأعرابي والذي عندما وصل للخف الأول تمني لو أن الأخري معها، ثم تركها متابعاً سيره وعندما وصل للثانية فرح بشدة وأخذها في الحال تاركاً دابته وعليها أغراضه وهداياه وعاد مسرعاً كي يأتي بالأولي، في ذلك الوقت أخذ حنين دابته وما عليها من متاع وهرب، ومن ثم عاد الأعرابي خالي الوفاض سوي من خُفي حُنين.