محمد حلمى
صباحك عسل.. (ليلة القبض على القاضي..ونكتة الغُرزة)
*منذ عدة أيام استوقفني خبر نشر على موقع الكتروني لصحيفة كبرى ونقلته بعض المواقع الأخرى، وبعد عدة ساعات رُفِع الخبر من الصحيفة الكبرى وبالتالي من المواقع التي نقلته.. الخبر عن القبض على قاض داخل سيارته وبحيازته 30جرام حشيش و4أقراص تامول وطبنجة بدون ترخيص وأحيل إلى نيابة حوادث شرق القاهرة.. ما لفت انتباهي أن الخبر نشر قبل جلسة تيران وصنافير الأخيرة بأربع وعشرين ساعة تقريبا، وكان على لسان مصدر أمني مسئول بمديرية أمن القاهرة وبالاسم الأول للقاضي المضبوط. المناسبة استدعت إلى ذهني نكتة طريفة من بلد عربي شقيق ــ أكرر من بلد عربي شقيق ــ كان الحشيش قد أغرق ذلك البلد، وتعاطاه الناس علناً بالمقاهي والغرز.. الظاهرة أزعجت الحاكم فأمر بإغلاق المقاهي وتحطيم الغرز.. ظلت الغرز تعمل تحت جنح الظلام.. إحداها اعتاد استقبال مجموعتين فقط، كل منهما من أربعة أو خمسة حشاشين.. إلا رجل أنيق هادئ يجلس بمفرده كل ليلة يضرب الحجرين في صمت ثم ينصرف بهدوء.. ذات ليلة داهمت الغرزة كبسة مباحث قبضت على خمسة حشاشين ثم أحيلوا للمحاكمة بتهمة التعاطي. في جلسة الحكم، حكم القاضي بالحبس ثلاث سنوات لكل متهم.. من بين المحكوم عليهم رجل ظل طوال الجلسات التي سبقت جلسة الحكم يتطلع في وجه القاضي بتركيز شديد، كان واضحاً انه يريد توصيل رسالة معينة إلى ذلك القاضي، وقد ظلت الرسالة لغزاً إلى أن نطق القاضي بالحكم فكشف عنها النقاب بصورة لم يفهمها سوى القاضي.. كان الحشاش المتهم قد تأكد أن القاضي هو ذلك الرجل الأنيق الصامت زبون الغرزة كل ليلة بمفرده، يضرب الحجارة وينصرف.. وفى ليلة الكبسة تمكن من الانسلاخ بهدوء وثبات فلم يقبض عليه.. وبعد النطق بالحكم طلب الحشاش المحكوم عليه بثلاث سنوات أن يتحدث فأذِن له القاضي.. قال الرجل: يا حضرة القاضي.. من يتعاطى حجرين حشيش يعاقب بثلاث سنوات حبس؟ّ!.. قال القاضي وهو يتحاشى النظر للرجل متظاهراً بترتيب الأوراق: أيوه.. فكرر الرجل السؤال بطريقة تلفت انتباه القاضي وتذكره بأنه من رواد الغرزة قائلاً: يا باشا..يا باااااشا.. اللى يحشش ياخد تلات سنين؟!!.. فتطلع إليه القاضي من تحت النظارة وقال: آه..اللي يحشش.."ويتمسك".