الأهرام
شريف عابدين
25 يناير ثورة أم يوم إجازة ؟
صباح الخير...اليوم استيقظت براحتك بمنتهي الأريحية,هو يوم إجازة رسمية ربما لم يعد يفرق معك كثيرا مناسبة الإجازة,
المهم أنه لاعمل اليوم,وربما تمنيت أن تمتد إلي السبت,لا تحزن ربما تأتيك نفس المناسبة العام القادم بكرم إجازة طويلة. نعم..أصبحت ذكري 25 يناير لدي معظمنا لاتحمل في معناها وقيمتها وتأثيرها سوي أنها يوم راحة,تحولت تلك المناسبة يوما ما إلي يوم وعيد وتهديد فكنا نتأهب له قبل قدومه بشهور بعد أن نجح بعض من سرقوا الثورة لحسابهم في تحويل ذكراها إلي مناسبة لاستكمال جني المغانم وابتزاز الوطن من أجل مصالحهم وحدهم. ربما جاءت لك الثورة هذا العام بما يهون عليك ذكرياتها التي لم تكن سعيدة كلها بفعل من حادوا بها عن الطريق المأمول,وأعتقد أن الذكري هذا العام استثنائية وبمذاق مختلف. أنت تعرف من كان وراء مخطط تدمير البلاد وتقسيمها تحت رايات الديمقراطية وإقامة دولة المؤسسات وحقوق الإنسان عبر ثورة انساق وراء شعاراتها الوطنيون الشرفاء عن حسن نية ورغبة في التخلص من نير حكم الفرد والظلم.أمريكا وأجهزتها السياسية والأمنية قادت ما سمي بثورات ربيع عربي سرعان ما تحول لخريف مدمر نتذكر جميعا أشهر مشاهده المروعة تحمل القتل والترويع والخراب. لكن صدق الله العظيم بقوله»إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ»,لقد ردّت لهم بضاعتهم,فلم تشهد الولايات المتحدة منذ نشأتها حالة من الاستقطاب السياسي والانقسام كما تشهد الآن بين أنصار اليمين المتشدد والليبراليين منذ فوز ترامب بالرئاسة,وبعد أن كان الأمريكيون يتسلون خلال وجبة العشاء بمشاهد تلفزيونية صادمة قادمة من محطات «الخريف العربي»,أصبح العالم يتابع في دهشة مشاهد الصدامات الدامية بين المحتجين علي انتخاب ترامب والشرطة,بل ربما شعرنا بالفخر من بعد تشفي حين استعار المحتجون الأمريكيون بعض أساليب الاحتجاج والتظاهر التي اعتدنا رؤيتها في ميدان التحرير وشارع محمد محمود. إذا هناك سبب يجعل الإحتفال بـ25 يناير ذي مذاق خاص هذه المرة,فأنت تنعم بالاستقرار الأمني بينما نظيرك الأمريكي يستعد لمرحلة ستطول حتما من عدم الاستقرار السياسي والأمني بينما سيكون بإمكانك الخروج بأسرتك اليوم بعد أن كانت نفس المناسبة في السنوات الماضية تعني الحبس بين جدران المنزل,إجازة سعيدة !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف