الوفد
عباس الطرابيلى
من يبكى.. ومن يفرح؟
الوزراء.. هل منهم من يحزن لو خرج فى التعديل الوزارى القادم والوشيك؟.. وهل هناك من يفرح لو استمر فى منصبه الوزارى؟! والسؤال الثالث: هل هناك من سيبكى وهو يغادر الوزارة.. أم هناك من سيقوم بتوزيع الملبس والشربات، عندما يترك المنصب بسلام، وهو فى تمام صحته وعافيته؟
أعتقد أن بعض «المغادرين» ربما يبكى أحدهم لأنه لم يستطع بذل المزيد من الجهد فى عمله، خدمة للناس، أو أنه لم يتوفر له الوقت الكافى لتحقيق حلمه ويقدم للشعب خلاصة علمه وخبرته وقدرته.. والسبب قصر مدة بقائه على كرسى الوزارة.. لأن متوسط عمر الوزير ـ وزارياً ـ لا يصل إلى عام كامل.
●● والطريف ما نراه هذه الأيام.. وزراء نجحوا فى استمرارهم فى الوزارة. وربما يكون ذلك بسبب براعة الجهاز الإعلامى الذى يحيط بالوزير.. رغم أن منهم من يجيد فعلاً عمله الوزارى.. ولكن جهازه الإعلامى نجح فى تقديم وزيره فى أحسن صورة.. وما أكثر هؤلاء.. والسبب: المستشار الإعلامى للوزير!!
●● والأكثر طرافة أن نجد من الوزراء من تكثر أحاديثه الصحفية وظهوره الإعلامى ـ فى كل الوسائل: المقروءة من خلال الصحف والمواقع الإلكترونية.. وأيضاً من خلال شاشات القنوات التليفزيونية.. فهل كل هذا وذلك بسبب ما تدفعه الوزارة ـ وليس الوزير ـ لهذه الأجهزة الإعلامية سواء على شكل إعلانات مباشرة. أو «هبات» و«هدايا»، ولو بمناسبة السنة الجديدة وأعياد الميلاد، رغم أن المناسبات هذه مرت من أسابيع؟.
وهل نسأل الواحد من هؤلاء: لماذا سكت دهراً ـ قبل ذلك ـ فلما تحدث، نطق كفراً. وهل زادت هذه الأحاديث ليقول للناس، وأيضاً لمن بيدهم القرار، إنه ما زال يملك الكثير على العمل.. أملاً، أو طمعاً فى البقاء فوق كرسيه.. وكأن الواحد من هؤلاء يرجو المسئول الكبير أن يمنحه فرصة أخرى.. ولكن هيهات.
●● على كل حال.. رغم اعترافنا بقصر عمر المسئول فى وزارته.. إلا أن الشعب يتعجل ويصعب عليه الانتظار.. ولذلك فإن حكم الشعب شديد القسوة تجاه من يتكاسل.. والطريف أن الشعب يعرف من يعمل بإيمان ويعرق بجد ومن يطبق سياسة «الهمبكة» وليس شرطاً أن كل من نجح فى عمله السابق ـ فى أى موقع آخر ـ أن ينجح إذا تم اختياره وزيراً.. وربما أمامنا مثال واضح فى وزارة التموين، التى أراها وزارة «قاتلة» للوزراء ربما لأن وزيرها يتحمل أوزار وزراء آخرين كل المطلوب منهم تنفيذ السياسة الجديدة الرامية الى تقليل الدعم، وما ينتج عنه من ارتفاع لأسعار الغلاء.
●● ولكن كان يمكن لوزير التموين ـ مثلاً ـ تفعيل ما تحت يديه من مفتشى تموين وشرطة تموين للنزول إلى الأسواق لمراقبة الأسعار وتأديب الجشعين، ولا يكتفى بالجلوس فى مكتبه يتابع.. إذ لم يحدث أن رأيت وزير التموين، ينزل الى الأسواق ليراقب.. لأن مجرد تواجده فى الأسواق يجبر الجشعين على بعض التراجع. وهذا الوزير وغيره، لن يتعاطف معه.. إذا خرج أى مصرى.
وترى: من ينجو بنفسه من محرقة الوزارة.. ومن ينقذ صحته.. إذا خرج سليماً.. ومن يبكى.. إذا ترك الوزارة؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف