د. ابراهيم البهى
هل تستطيع الدولة القضاء على الفساد ؟ (4)
بدأت هيئة الرقابة الإدارية فتح ملفات جديدة لمحاربة الفساد بعد أن إستطاع ضباطها الدخول فى الكثير من الوزارات والهيئات والمصالح الحكومية والمؤسسات الكبرى،
وسوف تكشف الأيام المقبلة المزيد من الفاسدين بالدولة حتى يكونوا عبرة لغيرهم، وخاصة أن تعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسى فى هذا الشأن واضحة للمسئولين بجميع الأجهزة الرقابية بأن يعملوا بكل قوة لكشف الفاسدين تحت شعار (لا أحد فوق القانون)، ومن الواضح أن الحرب التى شنتها الدولة للقضاء على الفساد سيطول أمدها ، فللفساد أوجه متعددة لم تقتصر على تلقى الرشاوى فقط، كما أوضح الزميل عربى الليثى على صفحتى بالفيس بوك تعليقاً على مقالى السابق بأن للفساد أوجها متعددة، فانتشار البلطجة ..فساد، وعدم الالتزام بالقيم والمبادئ والذوق العام..فساد، وعدم إتباع المناهج الصحيحة والتربية الحديثة فى العملية التعليمية.. فساد، والخلل الموجود فى عدم الإلتزام بأسعار السلع فى الأسواق.. فساد ، وعدم إتباع المعايير الدقيقة فى تولى المناصب القيادية فى مصر.. فساد، وتلقى الإكراميات لإنهاء مصالح المواطنين ..فساد. وللأسف فقد انتشر الفساد فى مصر خلال السنوات الماضية بشكل لم يكن له مثيل لسببين ،أولهما عدم الالتزام وعدم التمسك بالقيم الدينية والأخلاق الحميدة ، وثانيهما تراخى الدولة وعدم تفعيل دور الأجهزة الرقابية الموجودة بها طوال الفترة الماضية، والتى كانت فى حالة بيات شتوى طالت مدتها، وكما يقول المثل الشعبى ( المال السايب بيعلم السرقة).
إذا استمرت هيئة الرقابة الإدارية وباقى الأجهزة الرقابية التى تعمل فى مصر بنفس درجة الحماس والكفاءة التى تعمل بها حاليا سيكون لمصر شكل جديد يفتخر به المصريون ويشعر كل مواطن بأن بلده اليوم أصبحت أفضل من أمس وأن الأمل سيتجدد بداخلنا لنحلم بغد أفضل .