الأهرام
أيمن المهدى
25 يناير عيدا للشرطة فقط!
ارتبطت ثورة المصريين فى 2011 -رسميا- بيوم 25 يناير وهو اليوم نفسه الذى تحتفل فيه الشرطة المصرية بعيدها وهو يعد تخليدًا لذكرى موقعة الإسماعيلية عام 1952 التى راح ضحيتها خمسون شهيدا وثمانون جريحًا من رجال الشرطة المصرية على يد الاحتلال الإنجليزى بعد أن رفض رجال الشرطة تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة للمحتلين.


..وقد أراد الإنجليز بذلك عقاب الشرطة المصرية بحجة إيواء العناصر الفدائية خاصة فى الإسماعيلية ،بعد أن صارت خسائرهم فادحة.

ورغم أن الثورة بدأت شرارتها الأولى يوم 25 يناير بالفعل فإنها تجلت يوم 28 من الشهر نفسه عندما شهدت مشاركة جميع فئات الشعب فى هبة ضخمة من أمواج بشرية لم يستطع أحد إيقافها ،كما تجلت أكثر يوم 11 فبرايرعندما تحقق أحد أهدافها الرئيسة وهو تنحى مبارك بعد 18 يوما من أجمل وأنقى وأشرف أيام النضال الوطنى فى التاريخ الحديث.

..ولذلك كان من الطبيعى أن يكون يوم 28 هو يوم التخليد أو حتى 11فبراير الذى شهدت فيه مصر أولى ثمرات الثورة وليس يوم 25 يناير.

..ليس ذلك من باب فض الاشتباك بين عيد الشرطة وعيد الثورة فقط ،ولكن لأنهما يومان خالدان فى التاريخ المصرى ،لا يجوز أن يجور أحدهما على الآخر كما أنه بحساب التأثير يكون من العدل أن يحتل كل يوم مكانه وموقعه الحقيقى فى التاريخ.

..يوم 25 يناير هو أحد أيام الفداء والبطولة للوطن ضد المحتل الإنجليزى وتجسد فى أداء الشرطة المصرية ،ويوم 28 أو 11 فبراير هو عنوان للثورة الشعبية الأعظم ضد الفساد وحكم الفرد والظلم والقهر ،وهو ما يستحق إعادة النظر فى تاريخه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف