لم يكن أحد يتوقع أن ينهار تماماً كيان النادي الأهلي خلال فترة قصيرة مثلما حدث في عهد المدير الفني الفاشل الأسباني كارلوس جاريدو الذي جرد الأهلي من أغلي ألقابه بعد أن فقد فرصة المنافسة علي الدوري ثم غادر علي يديه دوري أبطال افريقيا التي يحمل الرقم القياسي للفوز بها.
وحقيقة لم أكن أتوقع أن يتسبب جاريدو في انهيار الأهلي بهذا الشكل الرهيب لأن الفريق علي المستوي الفني يضم مجموعة من أبرز نجوم الكرة المصرية الآن ولكنه فشل تماماً علي مدي 10 شهور تولي خلالها المهمة في وضع أي بصمة فنية علي الفريق.
وقد حذرت إدارة الأهلي هنا أكثر من مرة بالإسراع في التخلص من جاريدو الذي يكلف النادي عملة صعبة دون أي طائل وبخاصة أن المدرب المصري ومنهم فتحي مبروك وفي ظروف أكثر قسوة نجحوا في إظهار الفريق بشكل جمالي جيد في الموسم الماضي ونجح مبروك في قيادة الفريق للفوز بالدوري بمجموعة من الصاعدين أمثال تريزيجيه وكريم بامبو ورمضان صبحي الذين كان جاريدو سبباً في خفوت نجوميتهم.. بل واختفائهم تماماً من الساحة.
ولكن أحداً لم يكن يتوقع أن يتسبب هذا الرجل في مثل هذا الانهيار السريع الذي جعل الأهلي ملطشة لكل الأندية وأصبح معرضاً للخسارة أمام أي فريق.
وأبرز خسائر الأهلي من جاريدو رغم فشل العديد من الأجانب الذين تولوا تدريبه من قبل أمثال الهولندي بونفرير والبرتغالي توني أوليفيرا هو سوء علاقته باللاعبين حتي وصل الأمر إلي أن بعضهم كان يتمني خسارة الأهلي حتي يرحل وتعبير وجوه اللاعبين في المدرجات وعلي دكة البدلاء كان يشير لذلك.
ومن أغرب قرارات جاريدو كانت إبعاد عماد متعب الذي كان الهداف الأول للفريق في عصره والذي سجل 15 هدفاً في خلال فترة توليه للمهمة من أصل 60 هدفاً أي تقريباً ربع أهداف الفريق دون مبرر فني واحد فكان ذلك أحد الأسباب الأساسية لخسارة المقاولون في الدوري والتي أضاعت الأمل في المنافسة علي اللقب ثم بعدها خسارة المغرب التطواني التي أضاعت فرصة المنافسة علي دوري الأبطال.
وإذا كانت إدارة الأهلي في السابق تؤيد الإبقاء علي الأجهزة الفنية حتي نهاية الموسم بمبدأ دعم الاستقرار فإن الأمر يختلف تماماً هذه المرة بوجود مدرب هدم كل الاستقرار وأصبح علي أي مدرب قادم والأقرب حسام البدري أن يعمل عملاً شاقاً لإعادة الاستقرار النفسي للاعبين ليعودوا إلي سابق مستواهم وأدائهم.