الجمهورية
منى نشأت
كان.. زمان
هل يضايقك منظر الخدود المنفوخة.. وكل منفوخ.. إذا فأنت مثلي يستفزني بشدة شكلها وبالذات في الرجال.. ففي خيالي أنها حين تحفر للداخل ويشحب الوجه فهذا دليل سهر وليل ونجوم وشوق أو أننا عشنا في روايات إحسان عبدالقدوس ويوسف السباعي معاناة الحب أكثر من فرصة.. لذا فالحبيب منهك.. شارد.. أو هكذا تصورناه.
ويبدو أن الرجال أيضاً كرهوا شكل المرأة بعد النفخ. وفهموا أن كله صناعي. لذلك غيروا النفخات إلي شفطات. وستفاجئك الأيام القادمة بنساء مشفوطات الخدود للداخل وكأنهن خلعن ضروسهن.. وهي الصورة الجديدة التي سيحاولون تعويدنا عليها.. وبعد الخدود سترق الشفاه من جديد وكانت زمان الشفتان الرفيعتان علامة رقة وأنوثة وبالتأكيد ستشفط النساء الشفايف.. وسيتوالي الشفط..
حالة.. تخف
والذوق العام يتغير في كل شيء.. وهناك من يحركه فيصنع تمثالاً للجمال ويروجه.. ويضع له نموذجاً من عارضات الأزياء أو الفنانات. فيركز الضوء علي واحدة ثم ينحيها جانباً حتي مللتها.. ويأتي بأخري. إنها صناعة تماماً كما يفعلون في دنيا السيارات والآثاث.. وأنظر إلي الأجهزة الكهربائية.. من كام سنة كنا نشتري ثلاجة كبيرة ونختار لها مواجهة باب المطبخ ليراها من يمر بالمكان.. ومثلها باقي الأجهزة. ثم تحول الأمر إلي فن الإخفاء وإسقاط أي جهاز داخل قطعة خشبية فلا يظهر من الفرن سوي بابه ومن البوتاجاز إلا سطحه وعيونه. إنها سنوات التآكل.. والاندثار.. وكما تختبئ الأجهزة.. تضمر الأعضاء.. ويا بخت من يملك جماله الخاص.. وذوقه أيضاً.
وكمان.. تغيير
كانت راضية قانعة ذات نفس مطمئنة.. أعطيها ثوباً جديداً.. فتقول عندي. والمال الزيادة عن راتبها الشهري لا تقبله.. وإن قلت إنها مساعدة من جمعية خيرية يأتيني ردها سريعاً.. أخاف أن آخذهاا وغيري يحتاجها أكثر فيحاسبني الله. إنها الخادمة التي تؤدي كل أعمال البيت علي مهلها ودون أي تذمر. وحين طلبتها جارتي للعمل بعد ميعادي قالت لولا أنها مريضة وتحتاجني لرجعت لأولادي أخبز لهم العيش.. ونشوي البطاطا.. ويأكلون من يدي.
بعد ستة أشهر تغيرت هي الأخري صارت تنتقل من بيت إلي بيت حسب الأجر الأكبر.. وتغير عباءاتها كل يوم ومتي وصلت عندي تستعجل الرحيل.. لأنها تعمل بالساعة ولأول مرة اسمع رنة موبايل في جيبها.. إنها ابنتها تسألها هل نشتري بيتزا أو هامبورجر.. وتريده في فينو أو بلدي.
وأضافت الابنة.. ماما كل واحد منا طلب طلبه وأكل وحده. وأجابت الأم.. وأنا معي فلوس سأشتري لنفسي.. كله زي بعضه.. مالوش طعم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف