الجمهورية
فريد إبراهيم
الخطيب ونقد الأزهر
لست مع الإمام الأكبر ولا مشيخة الأزهر في اللجوء إلي المحكمة كلما انتقد المشيخة أو الإمام ناقد.. لأنني أعتبر مثل هذا السلوك هو أضعف الوسائل في التعامل مع مثل هذه الأمور.
فما يحدث من اللجوء للقضاء في وجه الصحفيين جديد علي منهج هذه المؤسسة التي زادها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب منذ توليه مكانة وبريقاً بل تجديداً بما قام به أثناء الثورة من جمع الفرقاء فكان الأزهر المكان الذي يذهب إليه الجميع راضياً وواثقاً في سمو هدفه فخرجت منه وثائق مهمة ساعدت كثيراً علي إطفاء الحرائق كما استعاد هيئة كبار العلماء وأحدث مجلس حكماء المسلمين وبيت العائلة وصندوق الزكاة ومرصد الأزهر الفكري فضلاً عن التوسط بين المتنازعين في دول إسلامية وغير إسلامية فحقن الكثير من الدماء ثم كانت زيارات الإمام التي غيرت كثيراً من الصورة المشوهة للفكر الإسلامي بل من صورة الأزهر لدي الكثيرين.
أقول هذا وأستغرب ألا تتحمل هذه المؤسسة الكبيرة والعريقة نقد ناقد مثل الكاتب الصحفي الزميل أحمد الخطيب فتنقض عليه بخمس قضايا.. رغم معرفة الجميع بحسن هدف الزميل لأنه مهموم بالقضايا الإسلامية منذ بدأ عمله في بلاط صاحبة الجلالة وبدلاً من أن يناقشه الأزهر فيما قال ليستفيد بما يري فقد يصلان إلي وجه الصواب فيما يقول وبدلاً من أن يعيد الأزهر تأمل مثل هذا النقد لعله صحيحاً وبدلاً من الرد علي الصحفي في الصحيفة التي نشر فيها كما هو متبع ثم الهجوم عليه من خمسة محاور كأن الهدف هو إسكاته مطلقاً.
فإذا قلنا إن الأزهر من حقه أن يلجأ للقضاء مثل بقية المؤسسات نقول ايضا إن الأزهر لا يليق به أن ينتقم وهو حق مقرر في الدين في قوله تعالي: "وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به" وإنما يأخذ بقوله: "ومن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور".
كما أنه لا يأخذ بقوله: "ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل" وإنما بقوله: "ومن عفا وأصلح فأجره علي الله" لأن الأزهر أكبر من أن ينتقم وإنما هو أهل لاستيعاب الغاضب والصبر علي المتشنج.. رغم أن كل ما فعله الزميل هو نقد وليس اعتداء كنا نتصور أن يقابله الأزهر بحوار ومناقشة وتوضيح.. فالأزهر وعلماؤه رغم مكانتهم السامية إلا أنهم أول من يعرف أنه لا قداسة في الإسلام لأحد وليس فيه من هو فوق النقد وهم يعلموننا ما قاله الإمام مالك وهو يشير إلي قبر سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم: "كل يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر".
ومادام الأمر كذلك.. فلماذا تضيق المؤسسة بنقد زميل طالما دافع عنها كثيراً؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف