بالطبع من يتابع اعلامنا بمختلف انواعه ونقادنا بل وجماهيرنا وهي تتابع مباريات المنتخب في أمم افريقيا بالجابون سيظن علي الفور اننا مصابون بالشيزوفيرنيا الكروية.. تارة نرتفع بمنتخبنا وكوبر الي عنان السماء وتارة اخري ننزل بهما الي سابع أرض!!
.. ولايسلم افضل نجومنا من التقطيع واتهامهم بالسلبية واللامبالاة ومعهم الجهاز الفني بأكمله حتي أحمد ناجي مدرب حراس المرمي بل والدكتور حسام الابراشي بسبب اصابات بعض اللاعبين في الملعب!!
بالامس القريب وبالتحديد بعد مباراة مالي الافتتاحية تفننوا وأقصد غالبية البرامج الرياضية الفضائية ولن استثني منهم احدا سواء مقدمو برامج وزملاء نقاد وجماهير لانهم فتحوا الميكروفونات علي البحري في انتقاد المنتخب وكوبر لدرجة جعلتني اعتقد ان لدينا خبراء يستطيعون الصعود بمنتخبنا الي أمم المريخ او عطارد!!
وتكرر الموقف بصورة اقل في مباراة أوغندا رغم فوزنا بها وبدأ البعض يلعب بالحبل او يمسكه من الوسط تجاه بعض النجوم ومستر كوبر.. ولكن بعد فوزنا علي البلاك ستارز ملوك غانا وتأهلنا لدور الثمانية في البطولة تغير الموقف تماما واختفي اللونان الاسود والرمادي وهات ياشعر واغاني في فطنة وحنكة وذكاء كوبر واداء ونجومية اللاعبين.. وسبحان مغير الاحوال من حال الي حال!!
نريد ان نتعامل بواقعية وليس بطريقة الحساب شوطا بشوط.. نريد ان نستفيد من التجارب الخاصة بنا او حتي تجارب الاخرين.. اظن ان النسبة في فوزنا علي غانا كانت لاتتعدي ال5% بين جموع النقاد والمشاهدين.. كل ما تمناه ان يشاهد نفس الشخصيات ما قالوه عن المنتخب بعد مباراة مالي وماقالوه.
بعد مباراة غانا.. لانريد ان نكرر نكتة الزعيم يا ابيض يا اسود.. لانريد ان نكون من عالم تاني ونظن اننا قادرون علي تحقيق اي انجازات في عالم الخيال او بالكلام فقط.. بل نريد الواقعية والوسطية.. لاننا بالفعل حققنا المعجزات الكروية عصر زاهر وشحاته وكنا ملوك القارة.. وتراجعنا وتدهور الحال بنا عدة سنوات واليوم وضعنا اقدامنا علي الطريق مجددا والمطلوب تقبل اي نتائج حتي لانهدم ما هو أهم!!
سنلعب مع الاشقاء المغاربة الاحد القادم ولن تفرق معنا لاننا تحررنا من جميع العقد السابقة.. واي نتيجة لاتجعلنا نفقد الثقة بل علي العكس تدفعنا لمواصلة المشوار الاهم وهو بالطبع المونديال.. ولكن الفراعنة دائما يريدون الفرحة بطمع او الفرحة المزدوجة.. يعني ببساطة عاوزين الكان 2017 والتأهل للمونديال!!
وبالمرة عاوزين رجال الاعمال كما قال وزير الرياضة يساهموا في حملة شراء الشاشات الكبيرة في الميادين.. وننسي حملات الارز والسكر والبطاطين.. كل ما اخشاه ان يصبح التسول مادة في الدستور يعني من حق كل مواطن ان يتسول!!
عزة النفس والشموخ والكرامة هي الطريق لتحقيق اي انجازات حتي في عالم الكرة!!