حسن الرشيدى
ارحموا الرئيس.. وانقذوا اطفالنا..!
مازالت الحكومة.. والاجهزة المختلفة.. وايضا الفقهاء ورجال الدين لا يتحركون إلا بتعليمات أو إشارات أو تلميحات من الرئيس.
عندما وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي كلامه إلي شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب أثناء كلمته في الاحتفال بعيد الشرطة.. متسائلا: "هل نحن يا فضيلة الامام بحاجة إلي قانون ينظم الطلاق بدل الطلاق الشفوي لكي يكون أمام المأذون حتي نعطي للناس فرصة تراجع نفسها ونحمي الامة بدل تحولها لاطفال في الشوارع بسلوكيات غير منضبطة..؟".
السؤال بسيط ويعبر عن مشكلة تؤدي للتفكك الاسري.. ويجب حلها للحفاظ علي الروابط الاسرية وحماية اطفالنا.. ولكن بمجرد ان السؤال جاء علي لسان الرئيس السيسي انطلقت الالسنة وتحركت الاجهزة المعنية.. وأشاد الجميع بدعوة الرئيس لتنظيم الطلاق الشفوي ليكون أمام المأذون للحد من الطلاق العشوائي الذي يتم في حالة غضب أو لحظة تهور وانفعال غير محسوب.
المشاكل الاسرية معروفة خاصة الطلاق وما يترتب عليه من آثار سيئة بل مدمرة لحياة اطفالنا.
وقد كشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء أن نسبة الطلاق بلغت 40 في المائة من حالات الزواج التي تمت خلال الخمس سنوات الماضية.. و90 ألف دعوي خلع تلقتها محاكم الاسرة خلال العام الماضي.. ومعظم حالات الطلاق ترجع لخلافات زوجية بسبب نفقات المعيشة والعنف الجسدي أو العنف الجنسي أو عمل المرأة.. والخيانة الزوجية.. وما أكثر الحالات الناتجة عن الطلاق الشفوي لحظة غضب عن جهل أو ضيق.. وانفعال يلغي العقل ولا يقدر المسئولية.. ولا يعي أبعاد وآثار كلمة بغيضة اسمها الطلاق.
عقب كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي.. طالب أعضاء هيئة كبار العلماء بعقد اجتماع طارئ وفقا لما ذكرته بعض وسائل الاعلام لمناقشة تقرير حول الطلاق الشفوي.. فالهيئة وفقا للدستور والقانون هي المختصة بالبت في القضايا الاجتماعية ذات الطابع الخلافي التي تواجه المجتمع علي أساس شرعي..
وهب المجلس القومي للمرأة برئاسة الدكتورة مايا مرسي ليبارك دعوة الرئيس ويصفها بانها انتصار للمرأة.. وفرصة للمراجعة قبل الطلاق.. فربما ينجح المأذون في اقناع الزوجين باضرار الانفصال..
وأعلنت اللجنة الدينية بمجلس النواب استجابتها لدعوة الرئيس التي تعد أبلغ دليل علي اهتمامه بالترابط الاسري.. والحد من الطلاق العشوائي.
في الحقيقة.. قوانين الاحوال الشخصية.. والاسرة والطفل تتطلب إعادة النظر فيها.. لانها تظلم المرأة في حالات.. والرجل في حالات اخري أبرزها الرؤية التي تقهر الرجال.. والنساء احيانا.. وتحيل حياة الاطفال إلي عذاب ودموع وحرمان وشقاء.
ارحموا اطفال بلدنا..
وارحموا الرئيس يا سادة وفكروا وتحركوا.. واعملوا..!