لويس جرجس
ثورة يناير.. محاولة للتقييم
الدستور هو المبادئ الأساسية التي تنظم علاقات المجتمع. ويجب علي الجميع ـ حكامًا ومحكومين ـ الالتزام بها. وفي مصر وجه الدستور الحالي التحية لثورة 25 يناير بعبارات لا تقبل الجدال. مشيرا إلي كثافة المشاركة الشعبية التي قدرت بعشرات الملايين. وبدور بارز لشباب متطلع لمستقبل مشرق. كما أشار إلي سلميتها وطموحها أن تحقق الحرية والعدالة الاجتماعية معًا.
من هنا يكون العجب من حديث البعض عن ¢مؤامرة يناير¢. والاصرار علي تشويه صورة الثورة. وصورة شباب نقي ثار معبرًا عن طموح شعبي جارف للتخلص من نظام الديكتاتورية والفساد الذي أدي إلي خراب البلاد وتدمير بنيتها الأساسية منذ منتصف السبعينيات.
واليوم. نحن مازلنا في أجواء الاحتفال بالثورة. ربما يعكس استعراض بعض عناوين صحف الأيام الماضية ـ وما حوته من تحليلات ـ صورة لنظرة المجتمع للثورة سواء معها أو ضدها. ونبدأ برئيس الجمهورية الذي قال: 25 يناير نقطة تحول في تاريخنا.. عبرت عن رغبة المواطنين في التغيير وبناء المستقبل.
وفي تقييم الصحف نصادف العناوين والتحليلات التالية: 25 يناير ثورة وطنية نجح آخرون في ركوب موجتها "الأخبار المسائي". مازلنا في مرحلة تصحيح اختلالات نظام ما قبل 25 يناير "أحمد جلال وزير المالية الأسبق في المصري اليوم". ثورة يناير بريئة من التدهور الاقتصادي بشكل مباشر "الخبير الاقتصادي شريف دلاور في الأهرام". عاني المواطنون العاديون كثيرًا من ممارسات الشرطة قبل الثورة. وبالتالي لا يصح التحجج بان 25 يناير كانت مؤامرة لان ذلك قد يقود لتكرار سيناريو 28 يناير "عماد الدين حسين في الشروق". الشعب قام بثورة أبهرت العالم وأخرجت أجمل ما في المصريين "فهمي عنبه في الجمهورية".
كما نشرت "الجمهورية" العناوين التالية: كسرت حاجز الخوف وشعر المصريون بقدراتهم. مؤيدون: قضت علي فساد مبارك وأوقفت سيناريو التوريث. معارضون: مؤامرة اعترف ترامب بها ونحتاج سنوات لإصلاح خسائرها. إعلاميون: زادت الوعي السياسي وضاعفت فوضي الإعلام.
وفي المصري اليوم: ثورة يناير في قلبي وغير نادم علي دعوتي لـ30 يونيو "أحمد دومة من محبسه". فنانون: قُتِلَت وروحها باقية. خبراء: الشرطة استفادت من الثورة. حقوقيون: الحكومات المتعاقبة تسير عكس اتجاه الثورة.
ونواصل: بعد مرور 6 سنوات.. المواطنون ينتظرون تطبيق شعارات الثورة "الأهالي". الثورة حولت قيم الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية من حلم لدي البعض إلي هدف لمعظم فئات المجتمع "وحيد عبد المجيد في الاهرام". مع الذكري السادسة تلوح لأول مرة بشارات تغيير دولي كبير داعم لها. بما يعزز من وجوب الاسراع بتلبية استحقاقات الشعب الذي ثار من أجل حياة أفضل "أحمد عبد التواب ـ الاهرام". روح يناير ستظل باقية لأنها غيرت في معادلات الحكم رغم محاولات البعض طمس هذه الحقيقة. ورياحها ستعود لأن رسالتها السلمية والاصلاحية لم تحقق أهدافها بعد "عمرو الشوبكي في المصري اليوم".
لقطة:
مازال عمرو الشوبكي خارج البرلمان رغم صدور حكم قضائي نهائي لصالحه.