الجمهورية
فريد إبراهيم
الفخر بالخطيئة
يتوقف المرء أمام الجدل الدائر حول الفتاة التي أنجبت من شاب رفض نسب الطفل إليه وأنكر علاقته بها وهي تفتخر بإنجابها طفلاً بهذه الطريقة.
والمتابع يعرف ان المحاكم بها نماذج من هذه المشكلة فيما يعرف بقضايا إثبات النسب أي ان المشكلة ليست جديدة وإنما الجديد هو فخر الفتاة بالإنجاب بهذه الطريقة.
إذن المشكلة ليست في حق الطفل الذي تحميه المحكمة من خلال آليات إثبات النسب والتي منها التحليل الذي يدعي إليه الرافض فإذا تخلف عن المثول أمام جهات تحليل السائل المنوي صدر حكم بإلحاق الولد به وإنما المشكلة في الفخر بعلاقة سرية خارج إطار الزواج المعروف بعيداً عن تسجيل الأمر من خلال المنهج القانوني المعروف وعما يصاحب الزواج من إشهار وحضور ولي أو القيام بما يساوي حضور الولي وكذلك الشهود فضلاً عما يصاحب انتقال الزوجين إلي بيت الزوجية من رعاية أقارب الزوجين وكذلك حركة الحياة بين الزوجين التي تنتج عن هذه العلاقة الجديدة.
لكن المشكلة في الفخر بالخروج علي القواعد الشرعية في الإنجاب والمجاهرة بذلك بالمبادرة بالكتابة علي الصفحة الخاصة بالفتاة حيث ذكرت انها أحبت شخصاً حباً مرضياً وأنجبت منه وتفتخر بذلك فهي تجمل ما فعلت بفخرها أي انها لا تعتبره خطأ تسعي لعلاجه وتصحيحه وإنما تفخر به وهو أمر وصفته السنة النبوية بالقاذورات حيث قال صلي الله عليه وسلم عندما بلغه ان رجلا حكي انه ارتكب جريمة الزنا: "أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله من أصاب من هذه القاذورات شيئاً فليستتر بستر الله".
كما جاء في صحيح البخاري قوله صلي الله عليه وسلم: "كل أمتي معاف إلا المجاهرون وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله يقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عليه" هل يعني ذلك انها تتخلي عن اثبات نسب طفلها لا لأن اثبات النسب شيء والفخر بالخطيئة شيء آخر تماما.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف