عبد الرحمن فهمى
المسلسلات .. وسبع صنايع!!!
بعد نكسة 1967 قالوا إن "أم كلثوم والكورة هما سبب النكسة"... قالوا صوت أم كلثوم ومباريات الكرة هما "افيون الشعب المصري"!!!... توقفت الكرة في الملاعب وعلي صفحات الجرائد والمجلات وشاشة وميكرفون الاعلام.. تأثر الاعلام كثيرا خاصة الصحف التي انخفض توزيعها وبالتالي قلت الاعلانات التي تعتمد الصحف علي ايراداتها.
وتمر الأيام...
... وبالصدفة المحضة استمع استاذي الصحفي والروائي الكبير فتحي غانم لحلقة من مسلسل اذاعي "الخامسة إلا ربع" ووجد انه يشد الناس - كل الناس - فاتصل بي لكي يقول لي فكرة ما... قال لي : ما رأيك لو نشرنا مثل هذه المسلسلات في الجريدة لكي نشد الناس بدلا من الكورة التي افتقدناها!!!؟؟؟
خشيت من النتيجة... فرق كبير بين أن تسمع وتستمتع وبين أن تقرأ منفرداً كلاما جافا مكتوبا يرهق عينيك... مقارنة غير متكافئة علي وجه الاطلاق!!!!
كان رأي استاذي موسي صبري "الصحفي حتي النخاع"... ان رأيه باختصار :
ــ ما نجرب... ونشوف!!!
ثم تطرق الكلام إلي أن حوار القصص "العارية المكشوفة" لا يصلح بل لا يمكن نشره في الصحف الصباحية الكبري.
* * *
... وتمر الأيام..
وفي احدي زيارات فتحي غانم للندن عثر علي كتاب هام للغاية... مذكرات شخص اسمه "ادولف هيس"... من هذا أدهيس؟؟؟... خير مساعدي هتلر... الوحيد المثقف السياسي الضليع بعيد النظر... ما أن قررت أمريكا دخول الحرب ونزلت القوات علي شاطئ فرنسا الغربي في نفس الوقت الجيش الألماني ينسحب من روسيا بعد أن حاصرته الثلوج والعواصف غير المحتملة... ما أن حدث هذا حتي ركب هيس طائرته الخاصة وسافر إلي لندن ليقابل تشرشل ليعرض عليه توقيع معاهدة سلام مع ألمانيا... وكانت ألمانيا في هذه الأثناء تحتل كل أوروبا عدا ايطاليا واسبانيا وقوات روميل تتقدم نحو الإسكندرية!!! ما أن علم تشرشل بذلك حتي أمر بأخذ هيس من المطار الي قصر ملكي مهجور في ضواحي لندن وايداعه فيه... ظن هيس أن المفاوضات ستكون في هذا القصر... وظل ينتظر تشرشل حتي مات تشرشل بعد 19 عاماً!!!!... ومات هيس بعده بكثير مات عن 92 عاما... قضي منفردا أكثر من أربعين عاما في هذا القصر المنيف!!!! الحرب انتهت وهتلر انتحر ويتم تقسيم العالم بين القوي العالمية العظمي في فندق مينا هاوس... وهيس في واد آخر تماما... ينتظر تشرشل!!!!
مذكرات مكتوبة بطريقة رائعة... قال لي فتحي غانم... إن هذه المذكرات لو نشرت بنفس اسلوبها ستشد كل الناس... وقد كان... كتاب هيس تم طبعه اكثر من مرة... وأتحدي أن يكون شخص ما يملك نسخة... فقد بحثت عنها منذ فترة دون جدوي... فقد طلبت مني دار نشر كبيرة شراءه من جديد بعد أن سقط حق الجمهورية في النشر لمرور خمس سنوات... ذكريات.
* * *
ايضا تذكرت حكاية "كتاب للجميع" الذي كان يصدر عن "الجمهورية" بعد أن قرأت احتفال الزميلة "الأخبار" ورئيسها الأخ الفاضل ياسر رزق بمرور 65 عاما علي كتاب اليوم... ولي قصة أخري مع "كتاب اليوم" حينما نشرت قصة شابة اسمها ديانا غير الأميرة الانجليزية... ولكنها قصة مثيرة لأبعد الحدود بدرجة أن جريدة لبنانية كان لها مكتب كبير في اسفل العمارة المجاورة للسيرك القومي اتفقت معي ومع الجمهورية لكي تنشر حلقات القصة معنا في نفس اليوم وقرر مصطفي أمين أن تشتري ادارة كتاب اليوم برئاسة نبيل أباظة حق النشر... واعيد طبعها اكثر من مرة!!!... انه جزء صغير من حكايتي مع المسلسلات... سبع صنايع!!!