الأهرام
محمد أمين المصرى
كلمات .. إرهاب «الفقر والظلم والبطالة»
ربما لم يعلن مؤتمر مكتبة الإسكندرية عن مواجهة التطرف تحت عنوان :«العالم ينتفض: متحدون فى مواجهة التطرف» توصيات نهائية تلخص نتائج آراء وأبحاث المشاركين والمتحدثين على مدى ثلاثة أيام، لبحث جميع جوانب قضية التطرف والإرهاب التى أصبحت القضية الأولى التى ترهق العرب والغرب معا.

غير أن مجمل المناقشات أشارت الى أن الإرهاب ليس بسبب الهوية الدينية كما يشيع الغرب فقط، فالإرهابى لم يخلق إرهابيا، وإنما بدأ أولا يميل الى العزلة قبل أن يتبنى أفكارا متطرفة لينتهى به المآل ليكون إرهابيا، هذا قبل أن يخضع لغسل مخ من أشخاص أخرين يحرضونه فى نهاية المطاف بالقيام بأعمال إرهابية ضد وطنه.

وخلصت المناقشات الكثيرة، الى أن ثمة دوافع أخرى غير كونه مسلما وراء تحول الشخص الى إنسان إرهابى أو متطرف، مثل الفقر والظلم والبطالة، فهذه الثلاثية إن توافرت فى مجتمع تكون دافعا لإيجاد إرهابيين أكثر مما يتم تجنيدهم عبر المساجد والزوايا وعالم السوشيال ميديا.

ومن هنا يكون من أهم نتائج المؤتمر ضرورة البحث فى القضاء على هذه الثلاثية، فهى متفجرات فى قلب المجتمع ما لم تعمل الحكومات العربية على حلها بصورة نهائية، فالفقير معرض أكثر من غيره ليكون إرهابيا، وهكذا يكون مآل المظلوم، وليس بأقل وطأة العاطل عن العمل. وأمامنا المثال الذى ضربته الدكتور بدرة قعلول »رئيس المركزالدولى للدراسات الإستراتيجية الأمنية والعسكرية« وكان ناتجا عن بحث اجتماعى فى حى شعبى بتونس ، وكشفت عن أن الفتى الفقير يتعرض لنوعين من الإغراءات، الأول أن يتم تجنيده فى داعش وتدريبه فى معسكرات معينة فى ليبيا ثم تسفيره الى مناطق سيطرة التنظيم فى العراق وسوريا عن طريق تركيا فى الغالب. ويتم إغراء الفتى هنا بأنه مسافر الى المال الوفير إذا عاش، أو الى جنة الخلد إذا مات شهيدا، أى أن آخرته الحياة مع الحور العين.

والإغراء الثاني، الهجرة الى دول أوروبية بصورة غير مشروعة، والإغراء هنا دنيوي، أى أموال كثيرة ونساء أيضا. وفى الحالتين، يقع الفتى تحت إغراء حل مشكلاته المادية، ويسمى التونسيون هذه الهجرة، سواء لداعش او لأوروبا بـ «الحرقة» فالفتى محروق أولا وثانيا. ولكن أين الحكومات العربية التى تتقاعس عن حل مشكلات الفقر والظلم والبطالة، فجزء كبير من الحل بيدها، ولكن يبدو أنها تستعذب ما يجرى بها وتتاجر به!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف