مركب جديد -بيتا كريبتوزانثين- يُجنب حدوث سرطان الرئة الناتج من تأثير التدخين تم الكشف عنه حديثاً خلال يناير 2017 في دراسة نشرتها مجلة "أبحاث الوقاية من السرطان Cancer Prevention Research " قام بإجراءه فريق بحثي من جيان ماير بمركز أبحاث التغذية الزراعية والشيخوخة، بجامعة تافتز في بوستون بالولايات المتحدة الأمريكية. المركب الجديد موجود بوفرة في الفواكه والخضروات الملونة خاصة البرتقال واليوسفي والفلفل الأحمر الحلو وقرع العسل. ركزت تلك الدراسة علي المواد الملونة-الاصباغ-الموجودة بالفواكه والخضروات وخاصة مركب يسمي "بيتاكريبتوزانثين beta-cryptoxanthin "BCX" ، ولان تلك المركبات تقوم بتقليل مستقبلات النيكوتين الموجودة علي خلايا الرئة، والتي يتعتبرها-أي المستقبلات- العلماء أنها الوقود المحرك للنمو السرطاني في الرئة، والنيكوتين موجود بدخان السجائر وكذلك في سوائل بعض السجائر الإلكترونية e-cigarette ،وجود النيكوتين يُزيد من إنتاج أماكن الإستقبال تلك والتي تُسمي "أماكن إستقبال أسيتيل كولين النيكوتين ألفا7 nicotinic acetylcholine receptor α 7 ، تقوم تلك المستقبلات بتحفيز سلسلة من الإشارات signals المتتابعة تنتهي بإنقسام خلايا الرئة بصورة غير الطبيعي، أي بعدل كبير ومن ثم يعمل علي تكوين أوعية دموية جديدة كي تغذي الخلايا الجديدة-السرطانية، لذا تستنفذ معظم طاقة وغذاء الجسم لسد حاجة النمو السرطاني. يُذكر أن حوالي مائتين وإثنتين وعشرو ألفاً ونصف حالة سرطان جديدة تظهر ويتم تشخيصها في أمريكا كل عام، وأكثر من مائة وخمس وخمسون حالة سطان رئة يموتون في أمريكا كل عام أيضاً، بالإضافة إلي أن منظمة أوجمعية الرئة الأمريكية American Lung Association قد أكدت علي أن التدخين يسبب سرطان الرئة عند المدخنين، وأن الرجال منهم عرضة لهذا المرض بمعدل أكثر ثلاث وعشرون مرة من غيرهم من غير المدخنين، بينما النساء المدخنات معرضون أكثر ثلاثة عشرة مرة لهذا المرض من غيرهم من غير المُدخنات. أما التدخين السلبي أي الذين لا يدخنون وإنما يتعرضون لدخان السجائر وغيرها جراء التدخين فيكونوا معرضين أيضاً لسرطان الرئة، ويموت منهم تقريباً أكثر من سبعة آلاف حالة سنوياً بأمريكا. يذكر أن دخان السجائر يحتوي أكثر من سبعة آلاف مركب أغلبها محفزة ومسببة للسرطان carcinogens وتدمر الخلايا الطلائية للرئة حال إستنشاق دخان السجائر، هذا وبرغم أن النيكوتين لا يعتبر السبب المباشر لسرطان الرئة، فإن دراسات عديدة أكدت أن المواد الإدمانية به addictive compounds تعمل علي تحفيز السرطان في الرئة. أكد الباحثون في تلك الدراسة أن مركب بيتاكريبتوزانثين الموجود بالفواكه والخضروات الطازجة الملونة-خاصة الصفراء والحمراء والبرتقالية-تعمل علي تقليل ومحو أماكن إستقبال النيكوتين في خلايا الرئة، ومن ثم تقليل فرصة حدوث السرطان بها بنسبة 63% في الفئران التي أخذت جرعات يومية من المواد المسببة للسرطان في النيكوتين ومعها جرعات من مركب بيتاكريبتوزانثين بصورة منتظمة، في المقابل فإن نسبة حدوث سرطان الرئة في الفئران التي أخذت جرعات من المواد المُسرطنة ولم تحصل علي جرعات من مركب بيتاكريتوزانثين كانت مائة بالمائة. خلص الباحثون في تلك الدراسة بأن جرعة يومية وتساوي 870 ميكروجرام من مركب بيتاكريبتوزانثين والتي يحصل عليها الإنسان عند تناوله فلفلة واحدة حمراء أو ثمرتين من اليوسفي تكفي وتعمل بكفاءة لتقليل فرصة حدوث سرطان الرئة عند المدخنين، ويأمل العلماء أن يحصلوا علي فهم أفضل واوضح في المستقبل من خلال دراسات أخري عن كيقية وآلية تأثير تلك المركبات الكاروتينية علي تطور وحدوث السرطان في خلايا الرئة وفي الإنسان بالعموم.