كنت مصدومًا وأنا أشاهد مقبرة حاكم مصر الفرعونى "توت عنخ أمون".. ما وقع فى روعى حينذاك أنه حاكم لص وحرامي.. حجم الذهب الذى نقله معه إلى مقبرته، كان يعنى أنه سرق البلد كلها، ثم دفن ما سرق معه إلى الأبد. تخيلوا: التابوت الذى ضمه، كان يزن 150 كيلوجرامًا من الذهب الخالص.. وأى نظرة سريعة على ما عثر عليه فى مقبرته المعروضة فى متحف التحرير، لا تحيلنا إلا أن نصفه باللص الذى سرق مصر كلها ووضع رصيدها من الذهب فى مقبرته.. لا يريد أن يترك لها شيئًا حتى بعد أن يموت ويوارى الثرى!. تذكرت توت عنخ آمون، عندما علمت أن الرئيس الجامبى يحيى جامع، قبل أن يغادر السلطة ، ويهرب بجلده، بعد هزيمته فى الانتخابات، تمكن من تهريب ألف من أنصاره والمقربين منه، كما تمكن من نقل كامل ثروته فى 44 صندوقاً محملة بالذهب والمرصعات والألماس وما خف حمله وغلا ثمنه من الهدايا والحلى والملابس والمطرزات الفاخرة.. ومكتبة تضم أسرارًا كبيرة ومخطوطات سحر وشعوذة وطلاسم.. وأعلن بعد مغادرته إلى غينيا الاستوائية عن اختفاء 11 مليون دولار، من البنك المركزى الجامبي، وبحسب الـ بى بى سي: رأى شهود عيان سيارات فارهة وأشياء أخرى، يجرى تحميلها على متن طائرة شحن تشادية خلال الليلة التى غادر فيها جامع البلاد. وكذلك القذافى بعد دخول الثوار طرابلس أخفى ما لا يقل عن 4 أطنان من الذهب، وما بين 200 و500 مليون دولار من الأموال السائلة التى كان يتحكم بها العقيد القذافى وأغلبها سحب من بنوك ليبية.. وفى شهر ديسمبر 2011، كشفت وكالة الأنباء الألمانية، أن طائرات استطلاع غربية مجهزة بأجهزة كشف المعادن وأجهزة تحديد المواقع الفضائية مسحت مناطق واسعة فى الصحراء الليبية خاصة القريبة من الحدود مع تونس والجزائر فى غرب ليبيا، ومنطقة (تينوهان) فى الغرب وصحراء (فزان)، بعد اكتشاف كمية من السبائك الذهبية المدفونة فى الصحراء قرب بلدة هون وسط ليبيا. وقالت الوكالة إن طائرات استطلاع حلقت على ارتفاع منخفض فوق الحدود الجزائرية الليبية فى بداية ديسمبر 2011 ، ويعتقد بأن هذه الطائرات كُلفت من قيادة حلف الناتو بمسح الصحراء الليبية فى مواقع عدة فى غرب ووسط ليبيا بحثًا عن ما بات يسمى "كنوز معمر القذافي"، وأكدت أن التحقيقات تشير إلى أن القذافى كلف ضابط مخابرات ليبى يدعى"نويجي" بإخفاء الأموال التى كانت بحوزته، وأن عملية إخفاء الأموال تمت فى منتصف شهر سبتمبر 2011 فى مخبأ تحت الأرض فى الصحراء الغربية الليبية. هكذا يفعل الرئيس الطاغية والديكتاتور الذى لا يترك بلده إلا وهى خراب.. فيما يستخسر فيها ما تبقى لها من مدخرات.. فيسطو على ما تبقى وينقله معه إن نجا أو يدفنه معه إن هلك.