فيتو
أبو الفتوح قلقيلة
بذمتكم.. أنتم عندكم دم !
ربما لو قامت دولة في العالم بفعل ذلك لتمت محاكمة كل مسئول عن تلك المهزلة بتهمتى السفه والعبث بمقدرات الوطن، في حالتنا المصرية الخاصة والمتفردة والمأساوية يمكن بكل سهولة إضافة تهمة إثارة الرأى العام ونشر الحنق والحقد وإشعال الفتن.. لكن للأسف نحن مصر أم العجائب !

ولأننا في بلد العجائب ولأننا في بلد دعت حكومته الموقرة مواطنيها الغلابة للتقشف وتحمل قراراتها الأليمة التي لم تنتج سواها ولا تعرف غيرها منذ مجيئها للعكننة على المصريين، قامت نفس الحكومة بالشفقة والحنو والتصدق على الفقراء من موظفى البنوك المصرية برفع رواتبهم بنسبة 5% !.. تخيل أن أغنى ناس في مصر تزيد رواتبهم بتلك النسبة في وقت انخفضت فيه رواتب العاملين بالدولة فعليا بفعل قرار التعويم للعملة الوطنية والذي أغرق غالبية المصريين في بحور الهم والنكد الناتج عن ارتفاع الأسعار وتضاعفها مرات عديدة!

تلكم الزيادة المستفزة لمن يقبضون عشرة أضعاف الموظف العادى في مصر خرجت بداية من البنك المركزى الذي استشعر محافظه الهمام السيد طارق عامر الخطر على موظفيه الذين يبلغ راتب أقل فراش فيه أكثر من راتب أستاذ الجامعة، ويقف أمامه المعلم والطبيب والمهندس من موظفى الحكومة كمتسول ذليل مكسور الجناح، ليزيد مخصصاتهم الفلكية بنسبة 5 % ثم يتبع ذلك علاوة غلاء معيشة بحد أدنى 7 آلاف جنيه للموظف و3 آلاف جنيه لأدنى عامل من الخدمات المعاونة!

كيف يصدق أحد هذه الحكومة التي تتفنن في إفقار غالبية المواطنين لصالح طبقة وحيدة معاونة لها!، كيف يقتنع المواطن المغلوب على أمره بأهمية رفع الدعم عنه وهو غير موجود تقريبا، بينما الحكومة تتكلف الملايين في حملات دعائية ساذجة ومضحكة مبكية عن شيل الوهم وتوصيل الدعم.. هل تقصد الحكومة توصيل الدعم لمعاونيها في الوظائف النافذة والهامة التي لا يصل إليها إلا أصحاب الحظوة والواسطة وأشياء أخرى !

تخيل نفسك وأنت تعانى من أجل التوصل لحل معضلة توفيق راتبك المتناقص يوما بعد آخر مع معدلات التضخم المسعورة التي أفقرتنا جميعا ثم تجد أن من يقبض عشرات أضعاف راتبك تحنو عليه الحكومة وتشفق على معاناته فتزيد أكثر وأكثر في راتبه الفلكى بالنسبة لك ولعامة المصريين.. ما هذا السفه والاستفزاز والتحدى لمشاعر أغلبية المصريين الذين يعيشون بالكاد أياما سوداء تدفع بالبعض منهم للانتحار!

قبل ذلك، وبدون أي وجود لحمرة الخجل أو الحياء العام أو الشعور بهذا الوطن، وحتى بدون اقتناع بكلمات السيد الرئيس عن ضرورة الجوع مقابل وحدتنا أو أن نبقى (كده) حسب تعبيره الشهير، قام السيد سيد قراره الشهير أو المعروف ببرلمان الأخ عبد العال بزيادة مكافآت ورواتب أعضائه لجهودهم المضنية في وصول مصر لما هي فيه الآن ووصول أغلبية الشعب لمرحلة الحديث مع أنفسهم استباقا لدخول الخانكة!

وأخيرا وليس آخرا، تطالب حكومة تعويم الجنيه وإغراق الشعب في الفقر بزيادة رواتب وزرائها ومحافظيها وبقية الشلة المعاونة المعتادة حتى يستطيعوا التعايش مع الرخاء الذي صنعوه للمصريين.. بذمتكم، أنتم عندكم دم.. هل هذه تضحياتكم من أجل مصر التي تريدونها أن تحيا وبالثلاثة، طيب كيف تحيا وأنتم تقضون على مواردها وتقتسمونها بينكم!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف