الجمهورية
مؤمن ماجد
هجاء
أكره شعر الهجاء واعتبره أحط أنواع الشعر.. ولا أفهم كيف يكون السباب والشتائم وابراز النواقص واظهار العيوب نوعاً من الأدب.. لكن واقعنا العربي يكشف أن التصادم عقيدة عربية.. وان الشرقي لا يرضي إلا بأدوار البطولة.. وأن القائد العربي بطبعه يريد أن يكون الزعيم الأوحد.. وأنه مستعد لإهدار حقوق شعبه من أجل أن يخرج منتصراً في معارك وهمية كلها تحمل شعاراً واحداً.. أنا ومن بعدي الطوفان.
المنطق يقول إنه بحكم التراث الحضاري والتاريخ والموقع والتعداد السكاني تبقي مصر دائماً الشقيق الأكبر.. والمنطق يقول إنه بحكم القوة العسكرية والتاريخ الحربي ونقاط التماس مع العدو تبقي مصر دائماً الزعيم السياسي للعرب.
صحيح أنه في زمن حسني مبارك فقدت مصر الكثير من مكانتها وتركت مساحات شاسعة لظهور دول إقليمية لتلعب دوراً أكبر في ريادة العرب وزعامة الأمة العربية وذلك ضد المنطق وعكس التاريخ ومن الطبيعي أن تعود مصر لمكانتها وهذا تصحيح للكثير من الأوضاع الخاطئة في الأمة العربية.
غير أن الشقيق الأكبر عليه مسئوليات تجعله يترفع عن الصغائر ولا يسمح باستدراجه إلي معارك جانبية تصغر من شأنه وتترك جراحاً غائرة في النفوس تحتاج إلي وقت طويل للشفاء منها.
لذلك لا أوافق علي أسلوب الهجاء الذي تتعامل به مواقع التواصل الاجتماعي مع السعودية ولا أرضي بسياسة التحقير التي تتناول بها قطر وأتعجب من دعاة التصادم مع دول الخليج واستغرب من الذين يطالبون بأن ننفض أيدينا عن سوريا وليبيا.
الشعوب العربية تربطها علاقات أقوي من خلافات الزعماء والأمم العربية أبقي من قادتها والمصالح المشتركة أهم من طموحات الزعامة.. ويجب أن يتعلم العرب من أخطاء الماضي فعلي مدار التاريخ كان القادة يتخاصمون لكن القلوب العربية تتلاقي.
صحيح ان الكثيرين فقدوا الإيمان بالقومية العربية.. والغالبية تتنصل من الانتماء العربي لكن ذلك ليس مبرراً لأن نعود لأسلوب الهجاء مع شعوب سنبقي أشقاء لهم ونحن باعترافهم الشقيق الأكبر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف