25 يناير 1952 لم يكن كثير قد ولدوا وبالتالي لم يشهدوا هذا اليوم البطولي للشرطة المصرية ففي هذا اليوم أعد المعتدون والمحتلون عدتهم وحشدوا القوات المزودة بأحدث الأسلحة وحاصروا مدينة الإسماعيلية من جميع الجهات وظنوا أنهم قادرون علي احتلال مبني المحافظة في دقائق معدودة وبلا أدني مقاومة وبمجرد اقترابهم من المبني فوجئوا بأسود تزأر ومقاومة شديدة من أبطال الشرطة المصرية الذين دافعوا عن مبني المحافظة بكل شجاعة وبسالة وضحوا بأرواحهم في سبيل الدفاع عن ذرة من تراب هذا الوطن الغالي وعندما فوجئ الاحتلال بهذه المقاومة الشديدة والشجاعة التي تحدث عنها قادته فيما بعد وظلوا ساعات طويلة يطلقون أسلحتهم الثقيلة علي مبني المحافظة ولكن أبي رجال الشرطة أن يستسلموا ودافعوا بقوة وأظهروا البطولة والتضحية في أسمي معانيها وجسدوا بحق صلابة المقاتل المصري عندما يواجه الشدائد والأزمات وأن روحه رخيصة في سبيل حماية حفنة واحدة من أرض الكنانة.
من هنا كان يوم الخامس والعشرين من يناير عيداً للشرطة المصرية واليوم تحتفل وزارة الداخلية والشعب المصري بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي بهذه المناسبة ولعل الاحتفال بهذا العام يختلف بعد ست سنوات من أحداث 25 يناير 2011 والذي حاول البعض طمس هوية هذه المناسبة واعتبار أن 25 من يناير هو عيد فقط لبعض الذين أشاعوا الفوضي في البلاد بعد أن حرقوا ودمروا مؤسسات الدولة ولعل كثيراً من المثقفين مازالت قلوبهم تقطر دما علي المجمع العلمي الذي يضم تراث مصر وما به من كتب قيمة خاصة كتاب وصف مصر الذي يضم أكثر من 20 جزءاً بأقلام أكثر من 600 عالم ظلوا شهوراً يرصدون ويحللون عادات وتقاليد وأوصاف المواطن المصري وشوارع الكنانة وأزقتها لتكون سجلاً حافلاً لمصر علي مر العصور.. فإذا بالأيادي الآثمة غير الواعية والمدفوعة من الخارج تحرق هذا التراث وبمقارنة سريعة بين هذا وذاك يدرك أن الجميع أن 25 يناير هو عيد للشرطة وعيد للتضحية للفداء.
وحتي اليوم مازالت الشرطة تؤدي مهماتها ورسالتها السامية بكل وعي وشجاعة وبسالة لتحقيق الأمن والأمان في ربوع مصر المعمورة.. وكل يوم نري ونسمع كم من شهيد ضحي بروحه حتي ينام المواطنون في منازلهم قريري العين آمنين.
إننا اليوم نحمل كل تقدير وعرفان وشكر لرجال الشرطة ونرسل لهم ألف باقة ورد في عيدهم.. تحية من القلب لشرطتنا الوفية وجيشنا العظيم وقائدنا الحكيم الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يقود السفينة المصرية باقتدار نحو بر الأمان والتنمية.. والازدهار.