اعتقد أن أيام الأسبوع الماضي جاءت مفعمة بالأحداث التي تبعث علي الفرحة والتفاؤل.. ولعلها من تلك الأيام القليلة التي شعرنا فيها بذلك بالرغم من أن الأسعار لم تنخفض والرواتب لم ترتفع والدولار لم ينهزم.. ولكننا مع كل ذلك شعرنا ببعض المشاعر التي كنا فقدناها منذ فترة بعيدة.
وإذا استعرضنا في عجالة احداث الأسبوع نجد ان مشاورات التعديل الوزاري وما تردد عن تغيير مجموعة من السادة الوزراء وذلك لضخ دماء جديدة لعلها تكون أكثر ايجابيا وتحقق بعض طموحات هذا الشعب المتشوق للطمأنينة والحياة الكريمة.. وبالرغم من عدم الاستقرار بعد علي ملامح هذا التغيير إلا أن التفكير فيه هو في حد ذاته هدف لنا جميعا ننادي به.. وهنا يجب ألا نصف أداء الوزراء الذين سوف يشملهم التغيير بالفشل.. فمن الطبيعي انه لا أحد منهم يتمني الفشل.. ولكن دعنا نقول ان حجم المسئولية والمعوقات الإدارية وعدم وجود رؤية واضحة لتحقيق أي نجاحات هي أسباب كافية لهذا التغيير.
ثم جاء الاحتفال بأعياد الشرطة ورأينا ان هناك بالفعل زخما اعلاميا ودعما شعبيا لجهاز الشرطة الذي أصبح يحقق نجاحات تلو الأخري سواء في مواجهة الارهاب والتطرف أو الجرائم الجنائية وكذلك المحاولات المخلصة لإعادة الانضباط للشارع المصري ونشر روح الأمن والأمان مرة أخري بعد فقدها في اعقاب ثورة يناير .2011
وخلال الأسبوع الماضي أيضا وجهت قواتنا المسلحة ضربات قاصمة لمعاقل الارهاب في شمال سيناء تحديدا مستخدمة في ذلك طائرات الأباتشي وقوات الصاعقة وهي ما حققت نتائج مبهرة علي الأرض ويبدو ان هناك قرارا باستمرار تلك العمليات لحين تطهير أراضي سيناء المباركة من دنس هؤلاء التكفيريين والارهابيين.
ثم جاء اتصال الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب بالرئيس عبدالفتاح السيسي ليؤكد تقديره للدور المصري الذي تلعبه في منطقته الشرق الاوسط وتصديها للارهاب طوال أربعين شهرا بالنيابة عن العالم بأسره بكل قوة وجسارة وعطاء ولعل هذا الاتصال يكون مؤشرا لتغيير السياسة الامريكية تجاه مصر والذي شهدت توترا ملحوظاً في العلاقات طوال فترة حكم رئيسها السابق اوباما.
ونأتي بعد ذلك لانتصارات المنتخب الوطني المصري في بطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم والتي رسمت البسمة والسعادة في قلوبنا جميعا من الرئيس وحتي أبسط مواطن كان يشاهد المباريات في شوارع بلدنا الجميلة.. ويالها من فرحة دفعتنا جميعا للشعور بالسعادة والأمل ولعل تلك الانتصارات تكون بداية لانجازات أخري في جميع محافل حياتنا سواء في مصانعنا أواقتصادنا أو مزارعنا أو الاستثمارات الاجنبية بالبلاد أو اكتشافات حقول الغاز وسرعة تدفقها واعادة تشغيل المصانع المتوقفة عن العمل.. لعل ذلك يكون حافزا لشبابنا للعمل الذي هو سر نجاحنا وعبورنا من تلك الازمات التي تواجهنا بإذن الله.
وأخيراً تلك الزيارة الراقية التي قام بها الرئيس إلي أسوان واحتضانه شباب الصعيد في المؤتمر الوطني الثاني للشباب الصاعد الواعد.. ووجوده بجانبهم يشاهد معهم مباراة مصر وغانا ويفرح معهم ويسعد بهم.. ثم يتحرك بكل هدوء وبساطة في شوارع تلك المحافظة الهادئة ويصافح السائحين بها في رسالة يوجهها للعالم ان مصر بلد آمنه مستقرة.. وكانت صورة معهم مفتاحا سحريا أعلنت بعده المانيا وروسيا اقتراب عودة الرحلات السياحية لرعاياها الي مصر مرة أخري.
اعتقد ان هذا الاسبوع بالفعل كان اسبوعا جميلا تحقق فيه قدر كبير من السعادة والأمل والشعور بالتفاؤل في القادم القريب بإذن الله.
ورسالتي اليوم للشباب وعمال وفلاحي مصر.. ان بلدنا لن يقوم إلا بسواعدكم وعملكم وتصميمكم علي النجاح لن يحقق الرئيس وحده أي نجاح اذا لم يجد معاونة صادقة منكم جميعا.. كونوا علي قلب رجل واحد وتذكروا تلك المقولة الخالدة التي كانت تقول "يد تبني.. ويد تحمل السلاح" والسلاح هنا لمواجهة الارهاب فقط مصر بكم ولكم.. لأن كل ما حدث هذا الأسبوع بالفعل جعلنا نتفاءل.. وهذا حقنا.
وتحيا مصر