الأهرام
اسامة الغزالى حرب
كلمات حرة .. المغضوب عليهم و الضالون!
لفت نظرى تحقيق صحفى متميز كتبه معتز نادى فى «المصرى اليوم» صباح أمس الجمعة (27/1) بعنوان «تفسير الفاتحة من محمد عبده إلى كتيبات العزاء». ويقصد معتز بـ «كتيبات العزاء» تلك المطبوعات التى شاعت عادة أو موضة توزيعها فى سرادقات عزاء المتوفين المسلمين. ماذا وجد الزميل فى عينة من كتيبات العزاء تلك؟ وجد نص سورة الفاتحة مع تفسير للآية السابعة والأخيرة منها..«صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين»..

يقول إن المغضوب عليهم هم اليهود، وإن الضالين هم النصاري! وعندما أراد الزميل أن يتحقق من ذلك التفسير وجد أنه ورد فى موقع جامعة الملك سعود، ولكنه اكتشف أنه يختلف عن تفسير الشيخ محمد عبده و تفسير الشيخ محمد متولى الشعراوى وتفسير شيخ الأزهر الراحل د. محمد السيد طنطاوي. والحقيقة أننى عندما سعيت بدورى لتحقيق الأمر رجعت لبعض المراجع الموجودة لدى مثل المنتخب فى تفسير القرآن الذى أصدره المجلس الأعلى للشئون الإسلامية (الطبعة 18 فى 1995) جاء فيه أن المغضوب عليهم والضالين هم «الذين استحقوا غضب الله و ضلوا عن طريق الحق والخير لأنهم أعرضوا عن الإيمان بك والإذعان لهديك» (ص 1).

لكن هذا اختلف فى الحقيقة عما جاء فى التفسير القديم لـ «ابن كثير» الذى أورد فعلا أن المغضوب عليهم هم اليهود ، وأن الضالين هم النصاري، و كذلك فى تفسير آخر لموقع «أهل السنة» بنفس المعني! ما دلالة هذا، خاصة أن المسالة لا تتعلق بنص وإنما بتفسيره..؟ دلالتها أن قضية تجديد الخطاب الدينى أكبر وأعمق مما نتصور، وأن من الواجب فعلا الشروع فيها من خلال مشروع علمى مخطط، خاصة أن لدينا تراثا رائعا و مشرفا تركه لنا مصلحون ومجددون عظماء، ويتبقى أخيرا على الجهات المعنية أن تراقب ما يكتب فى الكتيبات إياها!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف