الوفد
محمد عبد العليم داوود
الاتفاق المشبوه
رغم فسادهم الذي عم الشرق والغرب .. وضرب في كل جوانب الدولة ولم يترك قطاعا إلا وكان لهم فيه مكان يتربعون فيه .. فإن رجال أعمال لجنة السياسات لم يتبوأوا مكانا.. ولم يستمدوا نفوذا في أي عهد من قبل مثل اليوم .. حتي القلة القليلة التي لم تتلوث أو حاولت أن يكون لها رأي في هذه اللجنة، تم تجاهلها مع سبق الإصرار والترصد حينها .. وقد توارث هذا العهد نفس المنهج من لجنة السياسات .. فتجد أسوأ نوعية وأردأ فرز قد أفسح لها المجال .. وتمكنوا من السيطرة علي مفاصل الدولة من بزنس واقتصاد أسود .. نتيجة الاستيلاء علي الأراضي وتسقيعها .. والصفقات المشبوهة .. والنظام يعتقد أنهم أذرع له ولتمكينه..
وفي نفس الوقت تري هذه العصابة انها تستخدم النظام في ان يكون غطاء سياسيا لها .. ومنها كان اسوأ منتج لهما في الاقتصاد وفي السياسة وفي الإعلام .. واتفق الطرفان في عقد فيما بينهما غير مكتوب، ولكن عرف بأن يكون سلاح الإعلام خاضعا بالكامل بفضائياته ومواقعه وصحفه في يد حفنة من رجال الأعمال الملوثين .. فنحن أمام رجال أعمال نهب المال العام والاستيلاء علي الاراضي، نكاد بسببهم أن نسمع صوتًا محتجًا من رجال الصناعة والاقتصاد صارخين في قبورهم أمثال طلعت حرب وعزيز صدقي من تلوث اسم الاقتصاد المصري والصناعة الوطنية.
تم التمكين في هذا العهد لرجال اعمال المال الملوث باستحداث منهج جديد لحماية جرائم النظام، ومن الجانب الآخر جرائمهم هم في حق المال العام .. فتحولت الفضائيات بقدرة قادر الي تشويه كل المخالفين والمعارضين للنظام في ادارة حكمه... والكاشفين لفساد رجال اعمال البزنس الأسود. وتم تزويد هذه الفضائيات بمجموعات من المتعاونين مع الأمن .. اطلق عليهم ظلما وعدونا إعلاميون ومقدمو برامج ... وتم تحديد كل من لا يسبح بحمد الحاكم كهدف في متناول هؤلاء المخبرين .. لحرقهم أمام الرأي العام ... وقام أهل الحكم بتزويدهم بتسجيلات لكل معارضيها بعد إعدادها.. وإخراجها والحذف والإضافة، وهذا عنوان علي انهيار دولة القانون ... فالدولة التي لا تحترم قانونها كما نص الدستور يمثل سلوكها خطورة علي مستقبل هذا الدستور والقانون.
هذا الاتفاق المشبوه سيكون من بين جرائم هذا النظام .. لرجال أعمال أفسدوا الحياة السياسية قبل 25 يناير بعدما انتهوا من نهب المال العام... الآن تجد مثلا أكثر من قناة يمتلكها رجال المال الأسود والصفقات المشبوهة تحولت إلي مدافع تنهش أصحاب الرأي والفكر وكل مخالف أو معارض لنظام الحكم .. مستخدمين مخبرين تدربوا أمنيًا ليكونوا مخبرين في شكل إعلاميين .. رحم الله أنور السادات الذي بدأ شرعية حكمه بحرق تسجيلات دولة صلاح نصر وضرب معاوله في جدران القهر والاستبداد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف