جميل ان نستعين بالتجارب الناجحة للنهوض بأهم شيء تبني به الأمم وهو التعليم. واستدعاء التجربة وتطبيقها بكل حذافيرها يتطلبان توفير كل الأدوات وتهيئة الامكانيات التي استخدمها الآخرون تحقيقا لهذا الهدف أما أن نأخذ برءوس العناوين ونتغاضي عن التفاصيل فهذا اشبه بالطعام المسلوق "منزوع الدسم" فتطبيق معايير الجودة في مدارسنا والدورات التي حصل عليها المعلمون والمعلمات حتي ننافس العالمية وتكتب لنا شهادة تميز في مجال التربية والتعليم للأسف لم تتحقق ثماره المرجوة بعد بسبب نقص الامكانيات التي تعين المعلم علي تطبيق تلك المعايير خاصة في المدارس عالية الكثافة التي يتراوح عدد طلاب الفصل الواحد فيها بين 40 إلي 70 طالبا.
إن من ايجابيات التطبيق الناجح لمعايير الجودة توفير القاعات المناسبة لاستيعاب اعداد معقولة من الطلبة حيث يحصل كل طالب علي حقه من الشرح والتدريب والتجويد. وقد حدثتني احدي المعلمات عن أن ملف الجودة في كثير من دور الحضانة ايضا متعثر لنفس الاسباب حيث الأعداد الكبيرة والامكانيات الهزيلة.. وتمضي معلقة في أسي: "ان اصحاب المدارس الخاصة هم القادرون فقط علي تحقيق هذه التنافسية في ظل توافر الامكانيات والماليات. أما في مدارسنا العامة فحدث ولا حرج".
إذن القضية "اطبخي يا جارية.. كلف يا سيدي".. وحتي نسعي لجودة التعليم ونحاسب المعلم علي ادائه فيها علينا أولا معرفة ما لدينا من امكانيات وقدرات والمشكلات التي في طريقنا قبل ان نتحدث عن اي معايير واي جودة. فما أكثرها البرامج الناجحة والنظريات المدهشة لكن العبرة بالتطبيق والتطبيق الجيد.. فماذا أنت ياوزارة التربية والتعليم فاعلة؟!