المساء
هشام أبو الوفا
اصبروا دون مزايدة
في كلمتيه في احتفالات أعياد الشرطة وثورة 25 يناير تحدث الرئيس السيسي حول عدد من النقاط التي يزايد البعض علي مصر بها منها أن أجهزة الأمن تبذل الدماء في سبيل حماية الشعب واستقراره وهذه حقيقة وإن تلك الأجهزة الوطنية وقوامها الشعب المصري تحتاج إلي الدعم النفسي والمعنوي مثلها مثل قواتنا المسلحة في حروبها ضد العدو الصهيوني.. فالرئيس هنا يساوي تماما بين الحرب ضد أعداء الخارج وأعداء الداخل من إرهابيين وجماعات تكفيرية تعيش بيننا بل هم أكثر خطورة لأنهم غير محددي الملامح فيسهل اكتشافهم وبالتالي فضحايانا ومصابونا واحد وهؤلاء يستحقون أن نؤازرهم ونشد علي ايديهم عرفانا منا بما قدموه ويقدمونه للوطن.
الرئيس كعادته يصر علي التعامل مع ثورة 25 يناير باعتبارها ثورة شعبية ضد أوضاع فاسدة ضد الطبيعة الانسانية القائمة علي العدل والمساواة لكنه مقتنع مثل غيرنا بأن تلك الثورة انحرفت واستغلها الإرهابيون لبيع مصر وتحويلها إلي دولة راعية للإرهاب فيتم تقسيمها وتموت معها القضية الفلسطينية وبالتالي كان لابد من تصحيح المسار بثورة 30 يونيو التي أعادت الأمور إلي طبيعتها بشعب متوحد ضد اعداء الداخل والخارج شعب أدرك حجم المؤامرة التي دبرت للمنطقة بالكامل.
وكانت دعوة الرئيس المستمرة بالعمل والكفاح من أجل بناء مصر الحديثة التي نأملها جميعاً فدون العمل لن تحقق مصر شيئا فالأوطان لا تبني بالأمنيات فهل نقف متفرجين أمام الجهود التي تبذل في سبيل وضع مصر علي الطريق الصحيح لتصبح "قد الدنيا"؟
الرئيس يدرك أن الناس تعاني من ارتفاع الاسعار بشكل لم نشهده من قبل لكنه يصر علي تنفيذ وعده الانتخابي بأن تتحسن الأوضاع وان فاتورة الاصلاح لن يتحملها محدودو الدخل وحدهم لكن الجميع بل وطالب الناس بالصبر حتي تؤتي الاصلاحات ثمارها لأنها لم تكن ترفا بل هي الشر الذي لابد منه في ظل فساد وإفساد وسياسات خاطئة تعدت العقود الأربعة.. فهل دمار سنوات طويلة وتجريف للعقول يمكن اصلاحه في شهور قليلة؟
وكعادته في كل خطاب يصر الرئيس علي التلميح بتجديد الخطاب الديني في ظل تعدد فتاوي الاقدمين من الفقهاء والتي يتعارض الكثير منها مع النصوص الصريحة للقرآن الكريم فما افتي به البعض من الائمة هو من اجتهادات البشر لكنها في أحيان كثيرة تتعارض مع نصوص الدين التي تدعو إلي التسامح مع غيرها من الديانات الأخري التي لم تكن من صنع البشر لكنها رسائل سماوية أيضا.
ما طرحه الرئيس يحتاج إلي نخبة تؤمن به قبل أن تدرك ان صلاح أمور البلاد في يد العباد واسأل الله لمصر وشعبها الأمن والرخاء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف