المساء
مختار عبد العال
ثورة يناير والتعليم المجاني
كل سنة وشعب مصر المحترم المكافح الصابر بخير.. مرت منذ ساعات قليلة الذكري السادسة لثورة الخامس والعشرين من يناير.. تلك الثورة التي عبرت وبصدق عن رغبة المصريين في التغيير والعيش بحرية وكرامة.. ثورة ضد الظلم والقهر.. نعم ثورة رغم أنف الحاقدين والكارهين.. ثورة قالت كفانا فقراً ومرضاً وبطالة واغتصابا للحقوق.. كفاناً تسولاً بينما ينعم الفاسدون بأموالنا وثرواتنا.. ثلاثون عاماً تم خلالها افقار هذا الشعب.. نشروا الجهل والمرض والتخلف والفقر والظلم وثقافة العبيد.. يا حضرات يا أيها السادة لو لم تقم هذه الثورة لكان البعض قد كفر بعد ان تساءل أين الله من هذا الظلم فجاءت الارادة الإلهية مستجيبة لارادة الشعب لتقول ان دولة الظلم ساعة ودولة الحق الي قيام الساعة.
والعجيب والغريب ان بعض من يتصدرون مشهد الهجوم علي ثورة 25 يناير والاساءة إليها هم من استفادوا من هذه الثورة وأصبح بعضهم إعلاميين ونواب ورجال أعمال تنهال عليهم الملايين والثروات وهم يذكرونني هنا بموقف البعض الذين زاملونا في الجامعة وغيرهم ممن تلقوا أعلي درجات التعليم علي نفقة الدولة لسبب بسيط وواضح ألا وهو مجانية التعليم فلولا مجانية التعليم ما تمكن هؤلاء من دخول المدارس والجامعة والاقامة في المدن الجامعية والتوظيف والوصول لأعلي المناصب وتكوين الثروات وبعد ذلك تجدهم يتبجحون ويخرجون ليقولون "لعن الله مجانية التعليم وسامح الله جمال عبد الناصر الذي جعل التعليم مجاني" ويطلبون بكل بجاحة ان يكون التعليم بمقابل.
هؤلاء يحاولون الاساءة لثورة 25 يناير ويشتركون في نفس الأهداف مع رموز الفساد في النظام السابق الذين حققوا المليارات علي حساب هذا الشعب وثرواته.. هذا النظام الذي اعتبره المسئول الأول عما نعانيه من مرض وفقر وإرهاب.. نعم وماذا تنتظر من القهر والظلم وغياب العدالة الاجتماعية.. وجه الشبه الآخر بين الثورة والمجانية إنها أعطت دروساً بالمجان لكل من يريد التعلم بدون أن يدفع الثمن لعل وعسي.اتمني ان تصل الرسالة للجميع وكل عام ومصر بخير.
***
استشاري للرشوة فقط
لم اتمالك نفسي من الضحك وأنا أطالع التصريح المنسوب للسفير أيمن القفاص المتحدث باسم وزارة المالية ومساعد الوزير للشئون الخارجية تعليقاً علي واقعة ضبط مستشار وزير المالية في واقعة تقاضيه رشوة مليون جنيه من أصل 4 ملايين من صاحب شركة مقاولات مقابل التلاعب في تقدير قيمة أرض قرية سياحية بما كان سيهدر علي الدولة مبلغ 500 مليون جنيه.. سيادة السفير المتحدث باسم وزير المالية إن مستشاري الوزير ليس لهم أي سلطة أو قرارات تنفيذية.. ويقتصر عملهم علي الاستشارة فقط.
وإذا عدنا للوراء قليلاً سنجد مستشار وزير الصحة لأمانة المراكز الطبية المتخصصة محبوس ومحال للمحاكمة بتهم تلقي رشوة 4 ملايين جنيه مقابل اسناد توريد 12 غرفة زرع نخاع لإحدي الشركات من الباطن للقيام بتوريدها لمستشفي معهد ناصر.
وبكل أمانة وصراحة فإذا كان مستشارو الوزير ليس لديهم أي سلطة أو قرارات تنفيذية ويتقاضون كل هذه الرشاوي فماذا يفعلون ولماذا تحتفظ بهم الوزارات والوزراء.. وهل هناك منصب جديد تم اختراعه اسمه "استشاري للرشوة فقط"..؟!!
حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف