مؤمن الهباء
شهادة .. ألاعيب أهل السياسة
لأهل السياسة ألاعيب مثل كل الناس.. منها ما هو واضح وظاهر. يسهل كشفه ورصده. ومنها ما هو مستتر.. وهذا المستتر لا يبقي طويلاً في طي الكتمان إذ سرعان ما يرفع عنه النقاب بحكم اقتراب أهل السياسة الشديد من دائرة الضوء.
ولا تظن أن ألاعيب أهل السياسة مقصورة علي رجال النظام ونسائه فقط.. كلا. فهناك ألاعيب للمعارضين أشد خطورة.. البيئة السياسية مزدحمة باللاعبين وبألوان من اللعب قد لا تخطر علي بال أحد.. وذلك لأن عناصر الغواية في هذه البيئة تأتي من صوب وحدب.
وقد رأينا في زمن مبارك كيف كان بعض المعارضين أكثر ولاء للحزب الوطني ـ حزب السلطة ـ من أعضاء الحزب أنفسهم.. ومن هؤلاء المعارضين من كان يستغل قربه من النظام ليس فقط لتحقيق أغراض ومصالح لحسابه الخاص. وإنما أيضاً لتحقيق أغراض ومصالح رجال أعمال يعمل لحسابهم.. ومنهم من كان يشهر سلاح الاستجواب في وجه الوزير إذا ما تقاعس أو رفض تخليص أي مطالب لولي نعمته. رجل الأعمال.. وآخر كان يتقاضي راتباً شهرياً من أمين تنظيم الحزب الوطني. نظير معارضته.
ويتخوف كثيرون من عودة مثل هذه الألاعيب مع البرلمان القادم. بالنظر إل" أن هناك من المرشحين وأصحاب القوائم مَن يسعي لإحياء حزب للسلطة داخل البرلمان وإيجاد معارضة "تفصيل" تتناغم مع ذلك الحزب.. حتي تعود سيرة الحزب الوطني ومعارضته بشكل أو بآخر. ويكون البرلمان مريحاً.. حتي وإن بدا علي السطح أنه منقسم بين السلطة والمعارضة.
ويتوقف هؤلاء المتخوفون أمام العديد من الشواهد التي تنبئ بألاعيب أهل السياسة مثل:
* القبض علي قيادي حزبي لحصوله علي رشوة من أحد رجال الأعمال للترشح علي قوائم حزبه.
* الإعلان عن تلقي بعض الأحزاب رشاوي لترشيح أشخاص بعينهم علي قوائمها.
* ارتفاع بعض الأصوات المطالبة بدعم الدولة للأحزاب مالياً حتي لا تصبح فريسة لرجال الأعمال الذين يسعون لتحقيق مكاسب خاصة من خلال دعم هذه الأحزاب.. أي أن الأحزاب تريد مالاً.. إن لم يكن من رجال الأعمال فمن السلطة التي "سوف" تعارضها!!
* انتشار أنباء عن صفقة يقوم بمقتضاها د.محمد عبداللطيف نائب رئيس حزب المؤتمر سابقاً بشراء حزب "الثورة المصرية" من طارق زيدان رئيس الحزب. مقابل مليون و600 ألف جنيه.. لكن زيدان طلب 200 ألف جنيه زيادة. وفشلت الصفقة.
* انتشار أنباء عن قيام عصام خليل رئيس حزب المصريين الأحرار بعرض أموال علي عدد من نواب الحزب الوطني السابقين وأعضاء في أحزاب أخري مقابل الانضمام للحزب والترشح باسمه في الانتخابات البرلمانية القادمة.. وهو ما تسبب في أزمة داخل المصريين الأحرار. لكن نجيب ساويرس مؤسس الحزب حسم أمره بقوله "الانتخابات البرلمانية لا تعرف إلا لغة المال.. ولن ينجح إلا من ينفق أكثر.. الفلوس وحدها هي التي ستتحكم في البرلمان".
* علي الجانب الآخر يشكو مرشحو "المصريين الأحرار" من أنهم يواجهون انتقادات شديدة في الشارع بسبب تصريحات ساويرس. التي طالب فيها بتقنين بيع الحشيش. وبيع الجنسية المصرية.. كما يواجهون ابتزازاً من مؤيديهم وداعميهم الذين يطالبون بحصة أكبر من المبالغ التي حصلوا عليها من الحزب وإلا تركوهم للجماهير الغاضبة منهم ومن حزبهم.
* بعض المرشحين علي قائمة "في حب مصر" يتعرضون لضغوط من أحزابهم للانسحاب. لكنهم تعهدوا بالاستمرار ورفض الانسحاب. ولو فصلتهم أحزابهم.