المساء
عياد بركات
لعنة .. رفح!
يبدو أن رفح لها "لعنة" لعنتها كلعنة الفراعنة.. لعنة الفراعنة تصيب من يسرق أو يقترب من مقبرة فرعونية. لعنة رفح تصيب الذين تشير بطاقاتهم إلي أنهم يقيمون في رفح.
"بكر" و"إسلام" شابان خرجا من قرية المطلة برفح لزيارة عمهما "محمد" بمستشفي الزهراء الجامعي بالعباسية.. خرجا الثانية والنصف عصراً ليصلا أحدي ضواحي القاهرة علي مشارف الواحدة من صباح 25 يناير الحالي وكان مضيفهما في انتظارهما حيث استقلوا جميعاً سيارة ميكروباص إلي حيث إقامة مضيفهما.
قبل الوصول للبيت بقليل كان هناك كمين أمني يضم شرطيين.. طلبا من الجميع بطاقاتهم وما ان وقعت انظارهما علي أن الشابين من رفح الا وتركا باقي الركاب وأمرا السائق بالمغادرة ونزول الشابين. فنزل مضيفهما معهما.. إسلام مواليد ..98 وبكر مواليد ..1997 وبعد اتصالات أجراها أحد الشرطيين استمرت 10 دقائق علي الأقل سمحا لهما بالمغادرة.
لقد ظن الشرطيان ان الغلامين صيد.. ولم يدر بذهنهما ان الغلامين قد وصلا القاهرة بعد ان مرا علي أكمنة متعددة ولم يفعل معهما كمين كما فعل كمين القاهرة.. لذلك فإنني أحيي الأجهزة الأمنية في سيناء التي أصبح لديها من الخبرة ما يكفي لان تحكم علي شخص من انه إرهابي من عدمه.
طيب: هل اعتقد هذان الشرطيان ان الغلامين ركبا طائرة هليوكبتر وحطا في القاهرة لقد مرا عبر 200كم بأكثر من كمين ولم يتعطلا لحظة واحدة.. فلو كانا من - اللي بالي بالك - لسلكا طرقاً وعرة أخري.
والسؤال الذي يفرض نفسه هل كل من يحمل بطاقة رقم قومي صادرة من رفح أو الشيخ زويد هو إرهابي؟ أرجو ان يجيبني عن هذا السؤال من يعمل عقله.. لا داعي للاجابات العاطفية.. لو كان الجواب بنعم.. فيجب تدمير أولئك الناس وقتلهم دون ابقاء واحد علي قيد الحياة أليسوا إرهابيين؟؟
قد يحمل بعض الإرهابيين بطاقةصادرةمن رفح والشيخ زويد ولكن أغلب الارهابيين يحملون رقماً قومياً لمحافظات أخري أو ربما جنسيات أخري ليست مصرية!
أهل رفح والشيخ زويد يعانون الأمرين والويلات في هذا الموضوع ويجب الأخذ بيدهم لا أخذهم أخذ عزيز مقتدر في كل مكان يذهبون إليه حتي انهم يشعرون ان هناك لعنة تطاردهم هي لعنة رفح والشيخ زويد.
ونظرة إلي الوجه الآخر للصورة فإن الإرهابيين يستغلون ما يحدث اسوأ استغلال.. حيث دعايتهم التي يتبنونها علي قارعة الطريق: ان الدولة لا تريد بكم خيراً أهل رفح والشيخ زويد وربما أضافوا وكل أهل سيناء نحن بتصرفاتنا نقدم لهم "شبه تأكيد" علي طبق من فضة.
إن التكفيريين يبثون دعاياتهم هناك عبر ثرثرات كلامية بهدف غسل مخ شباب سيناء المتمسكين بمصريتهم ووطنيتهم كالماسك علي الجمر من نوعية: هم يكرهونك.. هم غرباء عنك.. يكرهون أهل رفح والشيخ زويد.. إلي آخر هذه الثرثات والأكاذيب.»
لابد من التأكيد علي ان مصر هي الأم للجميع دون تفرقة بين هذا أو ذاك.. ومن يخطئ يحاسب حساب الملكين دون رحمة أما أن يحاسب لمجرد انه من رفح فهذا شيء لو صح فإنه يستوجب الدراسة والمساءلة.
مرة أخري ليس كل رفحاوي إرهابياً.. ولا كل أحد من سكان سيناء هو إرهابي.. أهل سيناء ابتلوا بالإرهاب كما ابتلت به مصر وهم يدفعون ثمناً أكبر.. وأقدم.. هم في وجه المدفع.. كما رجال قواتنا المسلحة وشرطتنا البواسل الذين يفتدون سيناء وأهلها بصدورهم.
سألني أحد أبناء سيناء حين فوجئ بعدد الركاب الضخم في محطة مترو العتبة.. يا إلهي إذا كان مائة إرهابي يخيل اليهم انهم سيهزمون هذا الشعب؟! قلت له مازحاً: هذه محطة ركاب واحدة!! يا بني إسرائيل استخدمت كل ما انتجته الترسانة الأمريكية من سلاح لمدة 6 سنوات.. وهزمها المصريون وطردوها من سيناء شر طردة.. فما بالك بهؤلاء الأقزام الرعاع.. لا علم ولا دين ولا أدب.. وتحيا مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف