المساء
خيرية البشلاوى
25 يناير.. عيد من؟؟ الشرطة أم الثورة؟
لماذا لم يخرج الناس بأي عدد إلي الشوارع للتظاهر احتفالا بست سنوات علي ثورة 25 يناير؟؟
لن التفت للإجابة التي تتدعي بأن "القمع الأمني" وراء أسباب تراجع الناس عن التظاهر والاحتفاء بالثورة.. ذلك لأن دولة مبارك و"جبروت" وزير داخليته لم يمنع الحشود المليونية من النزول والاحتساء لمدة 18 يوما حتي تنحي الرجل وتنازل عن السلطة.
الناس الذين شكلوا الغالبية العظمي من حشود الميادين ادركوا ان الثمن الذي دفعوه بسبب الفوضي الخلاقة التي احدثتها ثورات الربيع الامريكي فاقد القدرة علي الاحتمال وأن ما جرته الثورة وتداعياتها من خراب اقتصادي وانهيار للبنية التحتية واصاب المدن والشوارع من بين انهيار وما أصاب المواطنين من جراء الفوضي الأخلاقية والسلوكية وأدي إلي خلق كتائب من البلطجية حاملي السلاح الابيض وانتج لصوصا منظمين نهبوا المحلات والمنازل وسرقوا السيارات وجلبوا أسوأ أنواع الرزايا علي المجتمع بأسره.. وربما كان المكسب الوحيد هو وضع نهاية لنظام جرف الأرض والعقول والثروات وللآن مازالت الغالبية من الناس تدفع فواتير ليس فقط النظام الاسبق بل والنظام الإخواني الذي جاءت به "الثورة" واتضح تواطؤ "الثوار" معها.
طوال السنوات السابقة ظهر تباعا زوايا من صورة "الميدان" متنوعة وفوجئ الناس العاديون التواقون للتغيير أن بعض الوجوه والشخصيات التي امتلأت بهم البرامج وكانوا من نجوم الميدان ليسوا بعيدين عن مخطط هدم الدولة وتخريبها علي غرار ما حدث في سوريا والعراق وليبيا.. وكانوا سندا للجماعة الإرهابية وللجنتلمان الدولي رفيق الإخوان الذي فر هاربا من وسط المعمعة.
الناس المتحررون من أوهام الايدولوجيات المغلبة: "ليبرالية" "ديمقراطية" اشتراكية "شرق أوسطية" الخ هذه البضاعة المستوردة. لن يقبلوا مجددا شعارات ولافتات اتضح زيف الذين يرفعوها وعماله كثيرين منهم لأجهزة اجنبية. فقد "جفت البركة وبانت القراميط والبساريا" وازداد وعي الناس بكنه وجوهر هذا الربيع رغم اسلحة الإشاعات الممنهجة وافتعال قلاقق واحداث موجعة ثم جاءت التسريبات وافلام الفيديو باعترافاتهم لتمحوا البقية الباقية من الثقة والأمل في من يدعون للثورية ويصدعونا بأحلامهم.
بعض هؤلاء "الثوريين الليبراليين" اعلاميين ونجوم سينما ومخرجين استخدموا مهاراتهم في صنع شرائط تدين أجهزة الدولة الوطنية وتسعي إلي طمس الجهاز الأمني بصورة خاصة. وتشن حربا شعواء ضده وتلصق بأفراده جرائم الانفجارات التي راح ضحيتها العشرات حتي بعد أن اتضحت الحقيقة. وانكشف انتماءات العديد منهم ومن بائعي الكلام والروايات المفبركة والمدعين بمعرفة بواطن الامور والحق الإلهي في الثورة!!
واحتفاء بالثورة التي افرزت موجة من النشاطات الإرهابية وانتجت افلاما تضخ المشاعر السلبية وتنشر اليأس وتلقي بالتهم غير الموثقة ضد النظام الرسمي للدولة من دون اعتبار لحجم الضرر أو حجم المصلحة المترتبة عن هذه الجرائم ودون معاناة في البحث عن المستفيد؟ فمن هو المستفيد قتل بائع بطاطا شقيان كان في الميدان ولا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولكن مقتله لابد أن يؤذي المشاعر ويؤمج النار ضد من قتله.. وما هي المصلحة رفي منع فيلم ليس تجاريا ولن يحقق نجاحا يهدد الأمن وقد اصبحت عملية المنبع تأتي بعكس المطلوب بالاضافة إلي ان غعرض الفيلم أو منعه مسألة تخضع لحسابات الربح والخسارة. وقد صارت هناك نوافذ موازية لانتشار الافلام ويراها الملايين علي شبكة التواصل الاجتماعية "الانترنت".
الافلام "الممنوعة" في مصر حظيت بعشرات العروض في المهرجانات الدولية وربحت الكثير وأجيال السينمائيين والفنانيين الشباب اصبحوا كثرا تحررا بالاختراعات التكنولوجية الحديثة في مجال آلات التصوير الصغيرة ذات الامكانيات البصرية غير المحدودة وهذه "الديمقراطية" والمقدرة علي التعبير بحرية خلفت ملايين الصور "للربيع" المزعوم. وصعاليك السينما المتنطعون لديهم دروبا عديدة في الداخل والخارج ينفذون منها قنوات التليفزيون سواء التابعة للدولة أو الخاصة عرضت بعض التجارب التي قيل أنها ممنوعة من العرض والفيلم "الموجه" أيا كان اتجاهه لن يسقط دولة والسوق السينمائي مفتوح للأفلام الموالية والمضادة للدولة بشرط أن يكون تجاريا ويحقق الحدود الدنيا من العائد الماد" المطلوب والرقابة الرسمية التي سمحت بأفلام مضللة ومستفزة ومبتذلة واستهلاكية إباحية أذكي من اللجوء للمنع بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة.
* * لم يخرج الناس في عيد الثورة السادس بعد أن وقر من ضمير معظمهم أن ما جري لا يمكن أن يتكرر فانحازوا للاستقرار والبناء ومساندة الدولة رغم اشتعال الأسعار وسعار التجار.. وعاد 25 يناير عيدا للشرطة قبل أن يكون عيدا لثورة يناير في الوعي الجمعي للشعب المصري.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف