المساء
فتحى حبيب
اللهم بلغت .. سبوبة الفضائيات

الإعلام.. مقروءاً ومسموعاً ومرئياً المفروض أنه مرآة المجتمع الحقيقية.. يستعرض ويشرح ويحلل بحيادية وتجرد كافة القضايا الوطنية المهمة ويطرح الحلول من خلال الخبراء والمتخصصين الحقيقيين علي الرأي العام.. يساهم في تنمية الوعي السياسي لدي المواطنين.. رسالته الأولي المساهمة في بناء الدولة والشد من أزرها لمواجهة التحديات المختلفة داخليا وخارجياً.. بالإضافة إلي أنه يعد حجر الزاوية في النهوض بالبلاد تنموياً واقتصادياً واجتماعياً مع نشر الوعي والثقافة والقيم والأخلاق الفاضلة.
وللأسف علي مدار الأيام الماضية خلت معظم برامج الفضائيات من هذا الدور التنويري الوطني.. وتفرغت لإثارة النزاعات والشقاق بين أفراد المجتمع.. وكانت عامل هدم لا بناء.. وساهمت قنوات رجال الأعمال وبرامج "السبوبة" في صرف المجتمع عن جادة الأمور وتفرغت للتفاهات وتجاوزت الهجوم علي الأزهر وثوابت الدين وكبار العلماء إلي الهجوم علي رموز الدولة والتدخل في شئون الدول الأخري وتفرغ أحد مقدمي البرامج ـ الذي يتقاضي 18 مليون جنيه خلال العام ـ للهجوم علي المملكة العربية السعودية والحديث عن الأوامر الملكية والتغيير في القيادة والمناصب الوزارية وجاء حديثه وغيره من مقدمي البرامج وبعض محللي السبوبة بأن ذلك ضد مصلحة مصر وهات يا "لت وعجن" معتبرين انفسهم العارفين بكل بواطن الأمور وأصحاب الآراء التي لا يشق لها غبار.. والحقيقة أن كل ما قالوه وذكروه بعيد عن الواقع وكلام "زي الباذنجان المبظر" ويا سادة تحليل القرشين - قصدي ملايين الجنيهات - لا يكون بهذا "العك " والإسفاف.. لقد صدعتم رؤوسنا.. ماذا تعرفون أنتم ومالكو هذه القنوات عن قوة العلاقة التي تربط بين مصر والسعودية.. أين حمرة الخجل وأنتم ترون الاستقبال الرائع والحفاوة الكبيرة للرئيس في زيارته السريعة للسعودية أمس الأول ؟! .
يا أدعياء الإعلام.. انكم تفتقدون أبسط قواعد المهنية.. ظننتم وغركم بالله الغرور أنكم قادرون علي قيادة وتوجيه المجتمع وأن بأيديكم الحل والربط.. وظهرتم علي حقيقتكم.. تريدون دائماً المقابل.. وإلا.. معظمكم أكل بشراهة علي مائدة الرئيس الأسبق مبارك وارتدي عباءة الإخوان الإرهابية عندما اعتلت الحكم في يوم أسود بتاريخ البلاد.. ونصبتم أنفسكم ثوريين وظننتم أنكم كنتم وراء الحشد للرئيس السيسي.. لقد انكشفتم الآن فهل تنكسفون وتفارقوننا بغير رجعة ؟! .
وأخيراً:
بعض الفضائيات صدعت رؤوسنا وفضحتنا بين الأمم ببرامج الرقص وهز الوسط ونشر آراء فاضحة لإيناس الدغيدي ومني هلا وغيرهما ولو كان بينها من تبحث عن الفضيلة لتحدثت عن ذكري وفاة إمام الدعاة الشيخ الشعراوي التي تجاهلها الجميع.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف