سامى عبد الفتاح
كلمة حرة .. يا بـدري.. ومـاذا سـيفيدك الأهلـي
أحيي مجلس ادارة اتحاد الكرة الذي رفض الاستجابة لطلب حسام البدري المدير الفني للمنتخب الاوليمبي. عدم الاستمرار في مهمته. لتلبية طلب ناديه السابق الأهلي. لتولي مهمة المدير الفني خلفا لغير المأسوف عليه جاريدو.. فهذا موقف جيد جدا يحسب لاتحاد الكرة. الذي لا يريد أن يضحي باستقرار المنتخب الاوليمبي. لمجرد ان مدرب أراد ان يلبي نداء ناديه. لأن بلده أهم من ناديه. كما ان البدري كان سيأخذ معه أسامة عرابي المدرب العام للمنتخب الاوليمبي. ليصبح هذا المنتخب الواعد والذي يمثل مستقبل الكرة المصرية. منتخبا يتيما. بلا مدير فني ولا مدرب.. وبذلك نضحي بالأم والجنين معاً.
وهمسة عتاب للبدري.. أحسنت برضوخك لقرار الاتحاد. ولكن كيف فكرت في هذه الخطوة أصلا. وانت ممن كنت علي بعد خطوة من تولي مهام المدير الفني لمنتخب مصر الأول. لولا تغلب نظرية المدرب الأجنبي في هذه المرحلة.. يجب ان تنظر لنفسك علي انك التطور الطبيعي لسلسال المدربين الوطنيين المميزين. وأنك امتداد للراحل محمود الجوهري. وللمعلم حسن شحاتة أطال الله في عمره. وان شرف تدريب المنتخب الأول قادم إليك عن قريب. ولا أقول سرا أنك كنت تتمناه وتسعي إليه. حتي أسند إليك المنتخب الاوليمبي. وهو شرف يتمناه ايضا كل مدرب. وهو ايضا جسر العبور الي المنتخب الأول.. فكيف فكرت في التراجع عن هذا الطريق بهذه السهولة.
ثم إليك سؤال مهم.. ماذا سيضيف اليك الاهلي. وانت من حصد معه البطولات بالجملة في السنوات الأخيرة. ولا يقل ان أغلبها كانت مع مانويل جوزيه. وبعضها كنت منفردا في قيادة الفريق. وهذا الرصيد رشحك للعمل في الخارج. ورشحك ايضا للفوز بقيادة المنتخب الاوليمبي.. فما الجديد. وما الفائدة من العودة خطوة للوراء. حتي لو كانت هذه الخطوة ناحية الأهلي الذي يتمناه الكثيرون من مدربي العالم.. ولأنك مدرب وطني. فيجب ان تكون خطواتك بحساب. ومع كل خطوة تضيف جديدا.. والجديد علي بعد خطوات منك. وهو الفوز ببطولة العاب افريقيا. والتمثيل القوي في دورة الالعاب الأوليمبية في ريو دي جانيرو.. وبعدها يكون لكل حدث حديث.
أما ادارة الاهلي. فقد أثبتت مجددا انها تفتقد الرؤية الثاقبة.. كيف سعت إلي البدري. وفي رقبته مسئولية منتخب وطني واعد.. قد يكون علي قدر كبير من الكفاءة. ورصيد ضخم مع فريق الاهلي في السنوات الماضية. إلا ان المسئولية مع المنتخب الاوليمبي خط أحمر. كان يجب الانتباه اليه. خاصة ان الاهلي لديه جيش من المدربين الأكفاء. علي رأسهم فتحي مبروك. رجل التحديات والمهام الصعبة. والمراحل الانتقالية. وربيع ياسين الذي ينتظر فرصة من ناديه. حتي لو كانت مع مبروك كمدرب عام.. المسألة لا تحتاج إلي تعجل. فبطولة الدوري قد ضاعت بالفعل. والفريق يحتاج إلي فترة استشفاء ونقاهة بعد ان تخلص من "فيروس" جاريدو. والأختيار الهادئ سيكون امرا حكيما من الجميع في مجلس الاهلي. لأني أعلم ان هناك انشقاقا كبيرا داخل المجلس. من تأثير مرحلة جاريدو.. الله لا يعيدها علي الاهلي وكل انديتنا!