الوفد
علاء عريبى
نأسف لهذه القرارات
لم يكن ضمن توقعاتى لردود فعل الحكومات العربية تجاه قرارات الرئيس دونالد ترامب، الجملة الشهيرة التى سمعتها منذ يومين من قبل حكومة السودان، كثيرا ما سمعنا وقرأنا هذه الجملة فى مواقف صعبة لبعض البلدان العربية، خاصة المواقف التى نشعر معها بالعجز.
عندما كتبت قبل أيام عن ردود الفعل المتوقعة للبلدان العربية تجاه نقل السفارة الأمريكية، توقعت التزام بعض الحكام بالصمت التام، وتأكيد البعض الآخر ان السفارة لم تنقل إلى القدس المحتلة، وهى القدس الشرقية، بل تم نقلها إلى القدس الغربية، وقد كانت قطعة من الصحراء، وقامت الحكومة الإسرائيلية ببناء مدينتها عليها.
وللأمانة لم أجد ما مبررا أنسبه للحكام العرب قد يتعللون به فى ردهم على قرار ترامب بمنع مسلمى بعض الدول من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، وأذكر أننى توقفت فى المقال عند علامات الاستفهام، وتساءلت: ماذا سيفعل العرب تجاه هذه القرارات التى ستشمل بعض البلدان؟، وأظن اننى توقعت فى نهاية المقال تبنى الحكام العرب موقف حكيم العرب جحا، عندما قيل له: «المسخرة وصلت حارتك»، قال: «طالما بعيد عن بيتى خلاص»، وهو ما يعنى أن حكام البلدان التى لم يشملها القرار سوف تلتزم الصمت، وتبتهج لأنها نجت من مقصلة دونالد ترامب.
وقد أغفلت أو تغافلت فى المقال موقف البلدان التى يشملها القرار، ما هو رد فعلها تجاه منع رعاياها ومسئوليها من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، وربما وهو الأقرب للواقع أننى لم أفكر فى موقف هذه البلدان، فما المتوقع ان تفعله وهى فى أغلبها تواجه أزمات اقتصادية أو حروبًا داخلية، لهذا كان من المفاجئ لى موقف الحكومة الإيرانية، أعلنت معاملة الأمريكان بالمثل، وقررت منع دخول الأمريكان إلى بلادها.
المفاجأة الحقيقية بالنسبة لى كانت فى رد الحكومة السودانية، فقد قلب علينا المواجع، وشعرت معه بعجز وقلة حيلة حكامنا وشعوبنا، بل بمهانة العاجز وقليل الحيلة، بالمرارة التى تشق حلق الضعيف، والمحتاج، فقد ضاعت معظم سنوات عمرنا فى هذه الجملة، وكنت أتمنى أن تلتزم الحكومة السودانية الصمت بدلا من أن تذكرنا بهذه الجملة المؤسفة، صحيح لم أتوقعها، ولم أفكر فيها، لكنها كانت حاضرة ضمنا خلال بحثى عن مبررات لحكامنا، كانت تائهة مختفية فى صور الذاكرة، وفجأة ظهرت واستدعت مهانة العجز التى شعرنا بها لسنوات مضت خلال مواقف مشابهة مع بلدان العالم الأول، أعلنت الحكومة السودانية عن: أسفها، وأسفنا معها لعجزنا وعجز حكامنا عن الرد المناسب، فقد عشنا تحت وطأة ديكتاتورية وفاشية لعقود طويلة، نهبت خلالها ثروات بلادنا وحقوق شعوبنا، وكانت ثمرتها الفقر، والعجز، والمهانة، والأسف، يتأسف حكامنا لعجزهم وضعفهم، وتشعر الشعوب بالمهانة لقلة حيلتها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف