هل يستحق المدرب الأرجنتينى هيكتور كوبر البقاء مع منتخب مصر؟!.. سؤال يراود البعض رغم الأشياء التى فعلها الرجل مع المنتخب، حيث تأهل لكأس الأمم ، ويسير بشكل جيد فى تصفيات كأس العالم، وكذلك لم يودع بطولة الجابون من الدور الأول، كما توقع الكثيرون، ومع ذلك هناك حالة عدم رضا كامل عن أداء المنتخب الهجومي، لكن الفوز كان يخفت أى صوت لديه وجهة نظر مخالفة، باستثناء صوت أيمن يونس الذى كان شجاعا للتعبير عن وجهة نظره فى عز الفرحة، رغم محاولة آخرين اعتبارها نغمة نشاز!
قد تكون هناك بعض السلبيات فى أداء المنتخب الوطني، وهذا أمر طبيعى فى كل منتخبات العالم، والحديث عنها مهم كذلك بهدف إصلاحها، لأن التصفيق غير مفيد فى كل وقت، ولكن الواقعية تفرض التقييم العام لأى مدرب وفقا لجميع المعطيات دون التركيز على جزئية واحدة فقط، وغض البصر عن جزئيات أخري، حتى يكون تقييما عادلا غير منقوص، وكذلك لابد أن يكون تقييما منطقيا عقلانيا، بحيث لا تذوب سلبياته أو تنفجر براكين غضبه وفقا لنتيجة مباراة.
لابد أن نتفق على أن هذه النتائج لم تتحقق دون منهج فني، وقد يكون منهج كوبر الفنى غير مقنع للبعض، لكنه أضاف لمنتخب مصر، ويكفى أنه أصلح المنظومة الدفاعية لدرجة لم نكن نعتاد عليها، فأصبح لدفاع منتخب مصر رونق وقوة، بعد أن كانت جميع كلمات التحليل تبدأ دائما بالخوف من التمركز الخاطئ وعدم التعامل الجيد مع الكرات العرضية، أما حكاية متعة الأداء الهجومى المنظم فتحتمل الكثير من وجهات النظر، لأن ظهورها على فترات قليلة فى كل مباراة، قد لا يتجاوز 10 دقائق رائعة من بين 90 دقيقة تاهت بقيتها فى الصمود والكفاح الدفاعي، أمر لا يرضى رغبة المشاهدة الممتعة، ولكن لقطة أو جملة تسجيل الهدف تقنع طموح الانتصار، أى أنها مسألة جدلية، وقد ضربت مثالا سابقا بالمدرب فرناندو سانتوس المدير الفنى للبرتغال عندما سأل الناس قبل كأس الأمم الأوروبية الأخيرة: هل تريدون اللعب بطريقة جميلة والعودة إلى الوطن سريعا.. أم اللعب بطريقة بشعة والعودة بالكأس؟!.. فقالوا له: العب بطريقة «بشعة»!!.. فالفوز والانتصار أصبح الأكثر أهمية للجماهير وللتاريخ.. وبالتالى يستحق كوبر البقاء حتى وإن لم يبق المنتخب بالجابون!!