فيتو
رمضان البية
الإسلام دين حياة
بينما كنت ضيفًا على المذيعة المتألقة أميرة سليمان بإذاعة القاهرة الكبرى، وكان الحديث عن تجديد الخطاب الديني، الذي أصبح ضرورة الآن، بعد استفحال ظاهرة العنف والإرهاب والتطرف نتيجة الأفكار المتشددة المغلوطة الشاذة التي لا تتفق مع وسطية الإسلام وسماحته واعتداله، طلب مني الإعلامي الكبير الأستاذ ولاء عسكر، مدير الإذاعة، أن أقوم بعمل برنامج خاص عن تجديد الخطاب الديني..

وافقت وأخذت أفكر في اسم للبرنامج وألهمني الله باسم «دين وحياة».. نعم فالإسلام بمنهجه القويم وشريعته الغراء السمحاء بحق هو دين حياة، وذلك لأنه دعا إلى الرحمة والتراحم وإلى العدل والإحسان وإلى كل المكارم والفضائل والمحاسن.. وفي الحديث أشار نبي الرحمة ورسول الإنسانية عليه الصلاة والسلام إلى رسالته الخاتمة الغراء والتي امتدت إلى 23 سنة بقوله: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».

هذا ولقد دعا الإسلام إلى عمارة الأرض وإصلاحها إلى قيام الساعة، حيث قال عليه الصلاة والسلام: «إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها».

الإسلام دعا إلى احترام اختيار كل إنسان فيما يؤمن به ويعتقده، حيث يقول تعالى «لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي» وقول عز وجل «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر».. هذا الإسلام دعا إلى بر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان للجار سواء كان الجار مسلمًا أو على غير الإسلام وجعل له حقوقًا محفوظة، كما دعا الإسلام لأحترم المرأة وحث على حسن معاملتها، ففي الحديث «النساء شقائق الرجال».. وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي».. وقال: «لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم»..

هذا والإسلام دعا المسلمين إلى الإحسان للمحسن وللمسيء أيضًا ففي الحديث يقول نبي الرحمة ورسول الهدى صلي الله عليه وسلم: «صل من قطعك واعط من حرمك واعف عمن ظلمك».. هذا الإسلام دعا إلى إتقان العمل والإخلاص فيه وأعد ذلك من العبادات التي يثاب المرء عليها وربما زاد الأجر على العبادات، ففي الحديث: «من بات كالًا من عمل يده بات مغفورًا له»، الإسلام دعا إلى إفشاء السلام وإلى بشاشة الوجه وطلاقته عند لقاء الآخرين وفي الحديث: «تبسمك في وجه أخيك صدقة».

هذا ومن كمال الإسلام وصلاحيته في كل زمان ومكان أنه لم يهمل أي شأن من شئون الحياة، فهو يجمع ما بين أمر الدين والدنيا في آت واحد.. ولم يهمل الإسلام أي شأن من شئون الإنسان وقنن سبحانه وتعالى فيه ما تلبي غرائز البشر ووضعها في الإطار الطاهر الذي يسمو بالإنسان عن البهيمية.

والإسلام بمقاصده الشرعية الخمسة وهي غايته والضرورات التي كان لابد منها لإصلاح أمر الدين والدنيا وهذه المقاصد هي: حفظ الدين وحفظ العقل وحفظ النفس وحفظ النسل وحفظ المال، كل ذلك وغير ذلك الكثير والكثير مما احتواه منهج الإسلام يجعلنا دون تعصب ولا غلو نقول إنه بحق دين حياة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف