محمود سلطان
سيارات لـ"الدلع" بـ39 مليون جنيه !!
في الوقت الذي كنا نقدم فيه بلدنا للعالم، بوصفه بلدًا فقيرًا.. اشترى مجلس النواب ثلاث سيارات لرئيس البرلمان ولوكيليه، بقيمة 18 مليون جنيه!.. يعني السيارة الواحدة بـ 6 ملايين جنيه!! الصورة التي قد يسخر منها العالم تقول: مطلوب من كل مصري، التبرع لمصر "الفقيرة" بجنيه.. فيما "يتمخطر" رئيس البرلمان في شوارع القاهرة بسيارة ثمنها 6 ملايين جنيه!.. تخيلوا: 18 مليون جنيه خُصصوا لتنقلات الثلاثة الكبار من البيت إلى الغيط! وعلى بعد أمتار قليلة من مكاتبهم الأسطورية، ينتشر عشرات المصريين أطفالًا وشيوخًا ونساءً، بلا مأوى وتحت الكباري، يفترسهم الجوع والمرض والبرد القارص! وطبعًا هذه السيارات لم تصنع في مصر، ولم يسدد ثمنها بالجنيه الصومالي مثلًا، وإنما بالدولار.. والنائب محمد أنور السادات، حسبها بأسعار العام المالي السابق، عندما كان الدولار بـ8,8 جنيه، فكان سعر السيارة الواحدة 680 ألف دولار.. ما يوازي بأسعار الصرف الحالية حوالي 13 مليون جنيه للسيارة الواحدة.. يعني سيادة رئيس البرلمان، هـا "يدلع" نفسه بسيارة ثمنها 13 مليون جنيه، مدفوعة من عرق الواقفين بالساعات أمام طوابير السكر، في مشهد يذكرك بمعسكرات اللاجئين! ولعله من الأهمية هنا، أن نذكر بأن سعر سيارات "الدلع" الثلاث، سيكون بأسعار الدولار الحالية 39 مليون جنيه!!.. هذا هو السعر الحقيقي وليس 18 مليونًا كما أعلن. المفاجأة أن النائب، طارق خليل، عضو لجنة الخطة والموازنة في البرلمان، قال إن هذا المبلغ، لم يكن مدرجًا في الموازنة العامة للمجلس أثناء عرضها على النواب، في بداية العام المالي!! وهذا الكلام معناه، أن المبلغ أضيف من وراء ظهر المجلس.. يعني "قرطسة"!! عضو لجنة الخطة والموازنة، انفعل في مداخلته لـ"سي بي سي" وقال: "لن ندعه ـ أي السيارات الثلاث ـ يمر مرور الكرام، سنضعه تحت الفحص والتدقيق، ثم نعلن تقريرنا حول ما إذا كانت ضرورية أم لا". ويبدو وكأنه شعر بأنه "سخن" زيادة.. وتحسب من يوم الحساب أمام عبد العال.. فاستدرك قائلًا: "سنبحث هل تم شراء هذه السيارات للرفاهية، أم للدواعي الأمنية التي تمر بها البلاد، والأجهزة الأمنية هي الأجدر بالإجابة عن هذا السؤال "انتهى لنستدعي المثل الشعبي الساخر: "قالوا للحرامي احلف.. قال جالي الفرج"!! المهم أن مصر ليست فقيرة فعلًا.. بدليل أن ثلاثة مواطنين فقط من بين 90 مليون مواطن ـ عبد العال ووكيلاه ـ "راكبين" سيارات للفسحة ثمنها 39 جنيه!! إنه أكبر إنجازات حث الشعب "المبذر" على التقشف.. ويلقي مع كل صباح بجنيه على خزينة مصر.