الجمهورية
فريد إبراهيم
الفخر بالخطايا "2"
الفخر بالخطايا أو الخروج علي نظام مجتمع ما لون من الفجر الذي قال عن اصحابه القرآن الكريم "أولئك هم الكفرة الفجرة" وقال عنه ايضا علي لسان سيدنا نوح عليه السلام:"رب لا تذر علي الأرض من الكافرين دياراً إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً" كأن هؤلاء القوم تشربوا الفجر حتي اصبح في جيناتهم يظهر فيهم بمجرد الولادة. فكان الطوفان الذي أتي علي أهل الأرض جميعاً إلا المؤمنين الذين اعتصموا بسفينة سيدنا نوح وما اختاره نوح من الكائنات الاخري.
كما اشار إلي هذا الفجر سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه بقوله:"أربع من كن فيه كان فيه خصلة من النفاق إذا حدث كذب وإذا أؤتمن خان وإذا وعد أخلف وإذا خاصم فجر".
والفجور هو مجاوزة الحد في السوء من خلال المجاهرة به حتي يصبح ارتكابه الكبائر علانية أمراً عادياً لا يشعره بأنه يرتكب أمراً جللاً لذلك قال صلي الله عليه وسلم كما جاء في البخاري إن المؤمن يري ذنوبه كانه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يري ذنوبه كذباب مر علي أنفه".
والفجور في المخاصمة هو عدم الوقوف عند حدود الحق والاسترسال في العداء والافتراء والاتهام.
والفخر بالمعصية الذي هو الفجور لا يأتي دفعة واحدة فالانسان يظل بخير مادام يشعر بالخجل من اخطائه ويسوؤه أن يطلع الناس عليها ويندم كلما وقع فيها. وقد عرف الرسول صلي الله عليه وسلم الاثم بقوله "ما حاك في صدرك وخشيت أن يطلع عليه الناس" والانسان بهذه الأخلاق هو انسان في مرحلة الخيرية وهي مرحلة يمثل فيها الخطأ عار نفسي واجتماعي وإثم أمام الله يسعي صاحبه لتكفيره.
فإذا ما تجاوز الانسان حالة الندم علي المعصية والحزن علي فعله يكون قد دخل في مرحلة من مراحل الإنغماس في الخطايا أي أنه يفعل الإثم ويستمرؤه دون ندم ثم تكون مرحلة عدم الخجل من الإثم ان عرف الناس به. ثم الفخر والتباهي بما يقترب من إثم ثم تكون المرحلة وهي اعتبار الاعوجاج استقامة والدعوة إلي ذلك والاستقامة انحراف وهي ما وصلها قوم لوط فقالوا:"اخرجوا آل لوط من قريتكم انهم أنث يتطهرون".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف