في الوقت الذي تسعي فيه الدولة لإقامة العديد من المشروعات القومية في مختلف المجالات للتخفيف من الاعباء من كاهل الغلابة.. ومواجهة "حيتان" السوق السوداء ومعدومي الضمير إلا أن الفقراء مازالوا يواجهون بمفردهم الأزمات المتتالية في ظل غياب الحكومة وعدم الرقابة علي الاسواق المختلفة.
ضمن أزمة الأرز والسكر ومواد الطاقة ومستلزمات علاج مرضي "الفشل الكلوي" والأسمدة واللحوم والخبز إلي أزمة الدواجن و"ياقلبي لا تحزن" حيث تشهد الاسواق حالياً حالة من غليان الاسعار لمختلف المنتجات وإن كانت الدواجن والاسماك هي الاكثر ارتفاعاً رغم افتتاح مشروعات الثروة السمكية واستيراد ملايين الأطنان من الدواجن ورفع الجمارك من عليها إلا أن اسعار كيلو الاسماك لأقل أنواعه وصل إلي 34 جنيهاً في الأسواق الشعبية كما وصل سعر كيلو الفراخ إلي 38 جنيها للبلدي و34 للأبيض مما خلق أزمة جديدة تتصدر المشهد وخاصة في الاحياء الشعبية والقري والنجوع وكأنه مكتوب علي الغلابة. أن لا يتنفسوا سوي "الهواء" الملوث والموت من "الجوع" في ظل زيادة الاغنياء "غني" والتنعم بالحياة الكريمة بين القصور والفيلات وفي الأماكن الـ"فايف ستار".
لتناول أطعمة "المحمر والمشمر" والكافيار وتسلية أوقاتهم بالفستق واللوز وخلافة.
تصدير الأزمات المتتالية للغلابة لا يستفاد منها سوي بضعة رجال أعمال استطاعت أن تضغط علي الدولة للاستجابة لمطالبهم وإلا هدم الاقتصاد المصري الذي يعيش علي المسكنات والإنصياع لمطالب رجال الأعمال وعدم رقابة الأسواق وجشع التجار وتعويم الجنيه في ظل توقف المصانع وعدم الانتاج لا يقيم اقتصاداً قوياً لدولة بحجم مصر ظلت لفترات طويلة تقود دول عربية وغيرها في منطقة الشرق الأوسط.
ومن هنا يجب علينا جميعاً شعباً وحكومة الوقوف لحظة ومحاسبة انفسنا علي ما نرتكبه من أخطاء جسيمة في حق هذا الوطن الذي لا يستحق منا سوي اعادته بسرعة لقيادته للمنطقة من جديد قبل فوات الآوان.