** يبدو أننا بحاجة لإلغاء العملة النقدية من الفلوس بحياتنا للتغلب علي مقولة أحد الفلاسفة والذي أطلقها منذ زمن فات وترسخت بأذهاننا بأن لدينا أموالاً طائلة ولكن اللصوص أكثر من الفلوس!!
** وليس من المتصور أن تتولي هيئة واحدة فقط المهمة الثقيلة لمحاربة ومجابهة سوس نخر في جسد المجتمع منذ سنين وترك لنا بؤراً حديدية من المفسدين والمعششين في مواقع خدمية مختلفة!!
** لكننا اقتربنا أكثر من أي وقت مضي لمحاربتهم والتخلص منهم بفضل الإرادة السياسية التي نلمسها جميعاً حالياً لوجود قيادة وطنية ومخلصة بيننا تقود البلاد إلي بر الأمان.. وبالتالي لابد من استغلال هذه اللحظة بحيث تتكاتف كافة الأجهزة المختصة بكشف الفساد واستئصاله من جذوره.
** ولضمان تحقيق التنمية التي نستهدفها في كل موقع من مواقع الإنتاج فلابد من محاصرة الفساد الذي يعتبر أخطر من الإرهاب لأنه يضعف المؤسسات ويهدد الشرعية والاستقرار للمجتمع.
** وغياب العدالة أو عدم المساواة من أخطر أنواع الفساد مثله مثل وضع الرجال غير المناسب في المكان المناسب مما يؤدي إلي وقوع وإصابة المجتمع بخسائر مرتين!!
** نحن بحاجة لتقليص التشريعات التي تتصدي للفساد نظراً لوجود تشريعات متضاربة وبالتالي لابد من التعديل وإضافة بعض من التشريعات لأن الفساد يهز أي مجتمع.
** كما أننا بحاجة لتشريعات وقوانين تحمي المواطن الذي يقوم بالإبلاغ عن أي واقعة فساد لأنه البطل الحقيقي حتي الآن بجانب حماية الشاهد والضحية والخبير.
* كما أننا بحاجة إلي مواجهة شاملة تبدأ من تنسيق كافة الأجهزة المختصة مع بعضها وبحيث لا نرمي العبء علي جهة واحدة تستنزف قدراتها لأن سوس الفساد منتشر منذ سنوات بجانب تفعيل مواد الدستور من 211 وحتي 218 بقوانين تتصدي للممارسات الراهنة والتي نلمسها علي أرض الواقع خاصة فيما يتعلق بفساد المحليات والاستيلاء علي أراضي الدولة من خلال استغلال الثغرات بمواد من القوانين.
** وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية ربما يصب أيضاً في اتجاه محاربة الفساد حيث إنه كلما زاد معدل المشاركة السياسية الفعالة كلما تراجع الفساد نظراً لوجود رقابة فعالة ومساءلة لأي قرارات فيها تجاوزات.
** ولابد من مراعاة تحقيق تعليم متميز لتلاميذنا الصغار لتنشئتهم علي مجموعة من القيم النبيلة والتي تشمل صفات الأمانة والنزاهة وغرسها بنفوسهم لإعداد جيل يتصدي للفساد بالإضافة إلي الاهتمام بالدراسات العلمية التي تطرح الحلول الواقعية داخل الجامعات والمعاهد لمقاومة الفساد الذي يعتبر أخطر من الإرهاب لأنه يستهدف تدمير كافة مشروعات التنمية.