يبدو أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يحاول حتي اللحظة الأخيرة بأن يقذف طوق النجاة لحكومة المهندس شريف إسماعيل. حدث ذلك عندما طالب الرئيس بأن تقوم الحكومة بعرض لكل إنجازاتها في جميع المجالات وذلك خلال حديثه وحواراته مع الشباب خلال مؤتمرهم بأسوان.
فقد وضح بالفعل أن هناك كثيراً من المشروعات لا يعرف الناس عنها شيئا كما وضح أيضا أن هناك حالة من عدم الشفافية ومصارحة الناس بالحقائق خاصة أوضاعنا الاقتصادية وعدم وجود موارد كافية لتلبية كل طموحاتنا وأهدافنا. وهي الأوضاع التي اختزلها الرئيس بكلمة »منين؟!».. وأعتقد أن طرح هذه الكلمة ساهم في إعمال العقل والمنطق وبما يؤدي في النهاية إلي صيغة عادلة بين مواردنا وطموحاتنا وبحيث لا يتحول الطموح ـ وهو أمر مطلوب ـ إلي نوع من الجموح ونكران حقيقة ما يؤيده الواقع.
هناك بالفعل عمل جبار يتحقق ولكن هناك أيضا مطالب كثيرة وكلها مشروعة لكنها تحتاج لموارد ضخمة يصبح توفيرها هدفاً في حد ذاته.
هو ما لايمكن أن نلقي تبعاته علي الحكومة فقط وإنما نتشارك جميعا في تحقيقه والوصول إليه.
أعود إلي حوارات الرئيس مع الشباب والتي تمثل نوعاً غير مسبوق من العلاقة بين القائد وأبنائه من الشباب. لقاءات عفوية وحوارات كسرت كل أنواع البروتوكول وتركت العنان لعنفوان الشباب وحماسه وهم يطرحون الأسئلة ودون أي خطوط حمراء. وتخطت الإجابة أيضا كل الحواجز ليكون حواراً أبوياً ينطق بالصدق والصراحة والشفافية وقامت كل الفضائيات بنقله علي الهواء مباشرة في سابقة ستظل ترتبط باسم الرئيس السيسي.
لحظات إنسانية تكشف عن معدن أبناء مصر حكاماً ومحكومين، تابعها الرئيس وهو يتحدث مع الشاب النوبي الذي تحدث عن تلوث النيل ومشاكل الصرف وكيف رافقه في زيارة مفاجئة لمحطات الصرف وخلال حواره مع الرئيس كان العتاب أبويا يعكس دماثة خلق رفيع يتميز به الرئيس وحقا فإن القوة ليست بالأصوات أو الحناجر المرتفعة وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت.