جلال دويدار
مبروك فوزنا علي المغرب رغم «ولولة» و»قر« المذيعين
بداية أقول مبروك لمصر الفوز علي فريق المغرب ضمن منافسات بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة في الجابون. في هذا الشأن أقول الله يجازي هذه القناة القطرية التليفزيونية محتكرة حق إذاعة مباريات كأس البطولة الإفريقية في اختيارها لمذيع المباراة الذي كان في غاية السوء في تحيزه الفاضح ضد الفريق المصري.. لم يكن خافيا تعمد اختيار هذا المذيع الفاقد للروح الرياضية. حتي لو كان مغربيا فقد كان عليه أن يكون في عينيه »حبة ملح» وهو يذيع مباراة رياضية بين فريقين عربيين شقيقين.
لا أحد يمنع هذا المذيع من أن يتعاطف مع الفريق المغربي- باعتباره يحمل الهوية المغربية- ولكن ليس بهذه الصورة الفاضحة المستفزة التي تتسم بالانحياز السافر المثير لمشاعر المشاهدين المصريين والملايين من ابناءالدول العربية المتعاطفين مع الفريق المصري. لقد أراد الله أن يعاقب هذا المذيع الذي لم يحترم المهمة التي يقوم بها حيث كان يجب عليه مراعاة الاتزان وعدم الاسفاف في تقديمه لمسيرة المباراة التي انتهت بالفوز الصاعق للفريق المصري.
كانت السعادة تغمرني عندما كان الفريق المصري يمسك بالكرة ويتجه بها إلي المرمي المغربي.. ليس لجمال اللعبة.. ولكن لسماع »الولولة» من جانب هذا المذيع. لقد أصاب ملايين المصريين والعرب بالضيق وأثار الاعصاب بأسوأ وصف لمباراة كرة قدم. هذا المذيع جعلنا من فرط النرفزة لا نركز علي ما كان يجري في الملعب أو ما كانت تمثله تمريرات الفريق المغربي وتسديداته من خطورة علي مرمي مصر خاصة في الشوط الثاني من المباراة.
الحقيقة أن فرحتنا بالهدف الذي صعق به »كهربا» مرمي المغرب في الدقائق الاخيرة من المباراة لا يمكن أن توصف. إنها زادت وتصاعدت ليس بتحقيق الفوز علي الفريق المغربي- الذي يستحق كل التقدير والاحترام- ولكن نكاية في هذا المذيع الذي كان من سوء حظنا إذاعته للمباراة.
من ناحية أخري وبعد انتهاء المباراة فقد تلقيت بعض التليفونات من بعض الاقارب والاصدقاء ليخبروني أنه كان من حظهم السييء ايضا مشاهدة القناة الأخري التابعة لنفس »الشبكة» التليفزيونية وعليها المذيع المصري. قالوا لي أنه »فرسهم» ورفع ضغطهم بالمغالاة في »القر» علي الفريق المصري مما جعلهم يخشون عليه الهزيمة.
ان ما حدث من المذيّعين في القناتين يجعلني ألوم المسئولين عن هذه الشبكة لسوء اختيارهم لهما مما ادي الي حرماننا من الاستمتاع بمجرياتها.. كان عليهم في اطار الحرفية والمهنية وباعتبارها قناة عربية والمباراة عربية عربية ان تختار المذيعين من بلدين عربيين آخرين لضمان الحياد والوصف الجيد للمباراة حتي يساهمون بذلك في استمتاع واسعاد المشاهدين.
فيما يتعلق بتقييمي للاعبين كمشاهد وليس كناقد رياضي فقد أثار اعجابي الرعب الذي كان يمثله النجم العالمي محمد صلاح لاعب نادي روما .. وهو ما جعلني أدرك وعلي ضوء تسديداته وتمريراته القاتلة خاصة الثابتة منها إنهم كانوا علي حق . يأتي بعد ذلك خط الظهر الذي قاده علي جبر وأحمد حجازي اللذان كانا سدا منيعا أمام المهاجمين المغاربة بإفساد كل هجماتهم.
في النهاية يبرز اللاعب الحريف والمحظوظ »كهربا» الذي كتب الله أن يكون الفوز عن طريقه قبل نهاية المباراة بدقائق قليلة . لا يمكن أن يكون هناك تقييم عادل ومتجاوب مع مشاعر المصريين دون الاشارة إلي الدور الذي قام به الحارس المخضرم المعجزة عصام الحضري الذي كان أسطورة في دفاعه عن المرمي.
مرة أخري.. مبروك لمصر التي كان شعبها في أشد الحاجة لهذا الفوز حتي تعلو السعادة والفرحة والابتسامة وجوه كل أبنائه.