مرسى عطا الله
كل يوم .. الفقر «مش عيب»!
أعتقد أن مفردات الثقة التى يتحدث بها الرئيس السيسى عن مصر المستقبل رغم حدة المصاعب التى نواجهها ليست مفردات نظرية ترتبط بالأحلام والأمنيات فقط، وإنما هى تلخيص لإدراك سياسى واستراتيجى صحيح مفاده أننا فى مصر لسنا أقل من غيرنا ممن سبقونا.
يدرك الرئيس السيسى جيدا أنه لا خلاف على أن التفوق الذى صنع التقدم تحقق انطلاقا من القدرة الفائقة على تحقيق انضباط دائم تحت رايات الإدارة العلمية الحديثة وبالتوازى مع تكثيف حجم النهضة العلمية والبحثية فى كافة المجالات، فالمسألة هنا ليست مرتبطة بالفقر والغنى ولا ينبغى أن يفسر البعض مقولة السيسى بأننا فقراء على أنها دعوة للاستسلام للواقع، وإنما هى دعوة لرفض هذا الواقع وبوجه عام نحن نقول فى أمثالنا الشعبية الفقر «مش عيب» وإنما العيب فى العجز عن تغيير الواقع.
وأى مدقق فى جذور التقدم الذى صنعته دول عديدة سوف يدرك أن هذه الدول والمجتمعات لا تجسد نموذج المدينة الفاضلة، وإنما هى مجتمعات دول شبيهة بنا وبغيرنا من الشعوب المليئة بالخطايا والمثالب، ولكنها فى الوقت نفسه مجتمعات تحكمها قواعد ونظم ومعايير صارمة.
فى الدول والمجتمعات التى سبقتنا - ولسنا أقل منها - قواعد حاسمة للثواب والعقاب بعيدا عن العواطف والمجاملات والمحسوبية حيث يستطيع أى مراقب لدولاب العمل العام فى مثل هذه الدول المتقدمة - وقد لمست ذلك بنفسى فى زيارة عمل أخيرة للصين - أن يلمس قيمة وأهمية التنظيم الإدارى عندما يدلف إلى أى هيئة أو مؤسسة أو حتى متجر خاص حيث يجد فى مدخل كل مبنى لوحة إرشادية واضحة ترد على أى استفسار يخطر على ذهن الزائر الذى يجد شرحا وافيا يوجز له ما هية النظم واللوائح التى تحكم دولاب العمل ومراحل تنفيذه... نعم لسنا أقل من غيرنا!
خير الكلام:
<< المشكلة ليست فى انعدام المعرفة ولكن فى أن البعض لا يريد أن يتعلم!