كلام عجيب جاء على لسان «رينس بريبوس»، كبير موظفى البيت الأبيض، ذكر فيه أن قائمة قرار «حماية الأمة من الإرهاب»، التى أصدرها الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، وتتضمّن 7 دول إسلامية لم يعد مسموحاً لمواطنيها بدخول الولايات المتحدة، مرشّحة للاتساع، وأنها قد تضم مصر والسعودية وأفغانستان وباكستان. مصر ضمن الدول التى يفكر «ترامب» فى ضمها إلى قائمة الممنوعات الأمريكية!. مؤكد أن هذا الكلام غريب لعدة أسباب، لعل أهمها حالة التقارب الواضحة التى ظهرت ما بين السلطة فى مصر والإدارة الأمريكية الجديدة تحت رئاسة «ترامب»، وهو تقارُب بدا واضحاً حتى قبل نجاحه فى الانتخابات ووصوله إلى البيت الأبيض، ويأتى التصريح، خلافاً لكلام سابق ذكره «ترامب» حول المعركة التى تخوضها مصر ضد الإرهاب، وهو أمر واقع، وحقيقة لا يمكن لأحد أن ينكرها.
مجرد التفكير فى وضع مصر فى قائمة الدول المحرومة من دخول جنة الأمريكان يعنى أننا أمام إدارة سريعة التقلب، أو فى أقل تقدير تُضمر غير ما تعلن، فالانقلاب السريع الذى يعكسه تصريح كبير متحدّثى البيت الأبيض يعنى أننا أمام رئيس «مزاجى»، يصعب الاطمئنان إليه، خصوصاً أن ضم كل من مصر والسعودية إلى قائمة الممنوعات الأمريكية، يعنى أنه يتبنّى نظرة عنصرية ضد المسلمين ككل، كما أن لعبة إظهار شىء وإضمار آخر، تعنى أننا أمام إدارة مراوغة، الأمر الذى يؤكد من جديد عدم الاطمئنان إليها، خصوصاً أن تصريحات «ترامب» وأداءه عبر الأيام الماضية يؤشران إلى أن الرجل يمكن أن ينفذ ما سبق ووعد به إسرائيل بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهو قرار ليس بالسهل ولا بالهين، وستكون تأثيراته بالغة على مستوى الحكومات العربية، خصوصاً تلك التى ترتبط بعلاقات رسمية مع إسرائيل، وكذا على مستوى الشعوب العربية والمسلمة، التى لن تتعامل بهوادة مع قرار من هذا النوع.
كلام وأداء «ترامب» يدلان على أننا أمام «عربة طائشة»، يمكن أن تضرب فى جميع الاتجاهات، فتصيب العدو والصديق، ومن يتشارَك معه فى الكيمياء، ومن يقاسمه الرؤية فى علوم الأحياء. وهو أمر يستوجب الحذر. لعلك تابعت الكثير من ردود الفعل الرسمية الغاضبة من جانب حكومات غربية، على القرارات التى اتخذها «ترامب» بمنع مواطنى الدول السبع من دخول أمريكا، وكذا المظاهرات العارمة، وردود الفعل الشعبية الغاضبة من هذه الحماقات التى يمكن أن تُسبّب مشكلات لا حصر لها للعالم، وقد وصل الأمر إلى حد جمع مواطنين بريطانيين لما يزيد على مليون توقيع لمنع زيارة «ترامب» إلى بريطانيا. حدث كل ذلك دون أن أسمع عن رد فعل واحد من زعيم عربى، أو من دولة عربية واحدة، بما فى ذلك مصر، إزاء ما يحدث. وحتى كتابة هذه السطور لم أسمع عن أى رد فعل لـ«الخارجية المصرية» حول قائمة الممنوعات التى يفكر الأمريكان فى إضافة اسم مصر إليها. وهو أمر يثير الاستغراب، فمثل هذه التصريحات لا يصح السكوت عليها. فما معنى أن تُوضع مصر فى سلة واحدة مع سوريا واليمن وليبيا والعراق وغيرها؟!. أومال كنا بنقول مصر مش زى سوريا ولا العراق ولا ليبيا إزاى؟!.