الأهرام
اشرف مفيد
كلام مفيد .. اعتبارات الأمن القومى !!
ما تشهده الساحة الإعلامية الآن « مقروء ومسموع ومرئى « من حالة انفلات وفوضى ومشاجرات على حساب سمعة بلد كبير فى حجم ومكانة مصر دون مراعاة لاعتبارات الأمن القومى
اعاد الى ذاكرتى حكاية قديمة كنت قد سمعتها منذ بضع سنوات حينما قمت بزيارة لمبنى الصحيفة الأولى فى مدينة «أولم» بألمانيا فقد دار بينى وبين رئيس تحرير تلك الصحيفة حوار شيق مملوء بالقصص والحكايات المتعلقة بمكانة صاحبة الجلالة فى المانيا فقد حكى لى قصة فى غاية الأهمية تحمل العديد من الدلالات والأخلاقيات المهنية التى نحن فى أشد الحاجة الى العمل بها الآن، حيث قال لى الرجل وهو فخور بانتمائه لمهنة القلم إنه بعد الحرب العالمية الثانية كانت ألمانيا تحاول إعادة بناء نفسها من جديد وسط حرص جميع فئات المجتمع على تحسين صورة الدولة أمام العالم وذلك فى محاولة منهم لغسيل السمعة السيئة التى لحق بهم والتى خلفتها الحرب، وبينما كان يجرى تنفيذ خطط التنمية على قدم وساق تم العثور على مخازن لأسلحة كانت محظورة آنذاك، وما إن وقع هذا الصيد الثمين فى يد أحد الصحفيين الكبار حتى قرر على الفور عدم النشر منحازاً لاعتبارات الأمن القومى لألمانيا مغمضاً عينيه عن هذا «السبق الصحفى» الذى كان من الممكن أن يحقق له شهرة كبيرة , وهنا أتساءل: أى سبق هذا الذى يعطى الحق لمن يطلون علينا صباح مساء مرتدين عباءة النضال الوهمى وهم «يشوشرون» على المواطنين بالحديث عن مشاكل وأزمات مفتعلة واصرارهم على نشر « الغسيل الوسخ» الذى ينتمى لتلك النوعية من الأخبار الهدامة التى لم ولن نجن من ورائها سوى الهم والغم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف