في خمسينيات القرن الماضي لاحقت المكارثية "نسبة إلي السناتور جوزيف مكارثي" الأمريكيين الذين يشتبه في أنهم شيوعيون.. في منتصف العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين تطارد الترامبية "نسبة إلي دونالد ترامب" المسلمين بدعوي حماية الأمة الأمريكية من الإرهاب.. أوجه الشبه بين الظاهرتين المتباعدتين تاريخياً أن كلتاهما تقدمان علي اتهامات بالتآمر والخيانة دون أدلة.
محنة أمريكا مع نفسها لخَّصها الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون حينما أطلق في تسعينيات القرن الماضي عبارته الشهيرة "لعنة أمريكا الدائمة هي العنصرية" من المؤسف أن اللعنة هذه المرة تطال الآخرين.
والفلسفة الحياتية التي تعيش عليها أمريكا هي البراجماتية.. أمريكا بلد تتجدد فيها الأفكار ولا تثبت فيها المباديء.. كل ذلك يخص أمريكا وحدها دون غيرها ولذلك لا تهمني قرارات ترامب.. فليصنع ما يشاء.. لماذا جاء ترامب وما هي مهمته؟ جاء بأصوات الهيئة الناخبة أو الكلية الانتخابية أو "electoral college" وتكشف تقارير ودراسات المراكز البحثية أنه خلال السنوات التي سبقت مجيء ترامب جري نقاش سري داخل المؤسسات الأمريكية النافذة خلُصت إلي الآتي:
1 إن وضع الطوائف داخل الولايات المتحدة لم يعد مقبولاً وأن المسلمين جاوزوا العدد المقبول بسبب الهجرة من الدول الإسلامية واعتناق الإسلام 2 إن العولمة التي أطلقتها أمريكا عقب انهيار الاتحاد السوفيتي أوائل التسعينيات من القرن الماضي لم تعد الآن مفيدة لذلك نجد ترامب يتحدث عن الحمائية وبناء أمريكا من الداخل وعدم التدخل المباشر في شئون الآخرين.
3 إن العالم الآن يعيش عصر ما يسميه الأمريكان "الإرهاب الإسلامي" أو الحروب الإسلامية فالمسلمون خاصة العرب غير متوافقين ويحارب بعضهم بعضاً.
وبإمكان ترامب إذا أراد وقف حروب المنطقة في سوريا والعراق واليمن لكن ترامب عبَّر عن ندمه خلال حملته الانتخابية لأن أمريكا لم تستول علي نفط العراق وترامب وصف السعودية بأنها بقرة حلوب سنذبحها حتي يجف ضرعها.. يا مستر ترامب نحن المسلمين مصرون علي التفاعل والتواصل والمثل العربي يقول: "القط يحب خنَّاقه" ورغم أنكم تخنوقننا وتوقفون نمونا فنحن ماما أمريكا وبإمكاننا الرد علي إجراءات "حضرتك" لو قاطعنا المنتجات الأمريكية ولو اتخذ حكامنا قراراً بالاستغناء عن الخبراء الأمريكان والقواعد الأمريكية وبإمكاننا الصمود والمقاومة إذا قررتم غزونا وجئتم إلينا.. لكن لا نريد فنحن نصف أنفسنا بأننا "لزقة أمريكاني" بأمريكا واللزقة الأمريكاني كناية عن شدة الالتصاق.. أتمني أن تصلك رسالتي!!