الجمهورية
قدرى ابو حسين
نظرة للمستقبل .. حلب الشهباء والإعلام الكاذب
متابعة الأخبار المحلية والعربية والدولية عادة لازمتني منذ صغري ساعد علي ذلك وجود راديو من النمط الخشبي القديم تحملني في نقله رغم ضخامته من موقع لآخر وكانت المحطات العالمية هي التي يتابعها المؤشر دوماً أذكر محطة الشرق الأدني للإذاعة العربية ومونت كارلو وال "بي بي سي" وكانت أيضاً هناك محطة معنية بأخبار العالم العربي تسمي محطة طنجة الدولية ذلك. علاوة علي المحطات المصرية والعربية خلال هذه الفترة كانت تتلاحق الأخبار وتتنافس المحطات في أن تتصدر نشاطاتها أحدث الأخبار والحق أقول إن بها الكثير مما يسعد المجتمع وتطورت وسائل الاتصال من الراديو إلي التليفزيون إلي الفضائيات ثم إلي شبكة التواصل الاجتماعي الذي جعل الخبر أو المعلومة في متناول الجميع وأصبح العالم كله قرية صغيرة واستر الاهتمام كما كان إلا أن معظم الأخبار تثير أحاسيس القنوط وعدم الرضا بل والحزن أحياناً كثيرة وبكل الصدق شدتني أخبار سوريا خلال السنوات الأخيرة لقناعتي أن ما يحدث بها فعل تآمري وأحداث مصطنعة وحقائق تلوي أعناقها يواكب ذلك مشاعر عميقة بعلاقة تاريخية بين المصريين والسوريين أقول هذا السرد لأوضح من خلاله قدر سعادتي غير المسبوقة وأنا أتابع أخبار حلب الشهباء وتحرير ما احتل منها وعودتها كاملة لحضن الأم الرءوم سوريا وهي بالقطع بداية سلسلة أعتقد أن الاتفاق السوري الروسي الإيراني أحد أهم حلقاتها. الغريب في الأمر أن الإعلام الغربي وبعض الإعلام العربي تنكب طريق الحياد والحرفية في الأداء وضرب ويضرب الحقائق في مقتل لتتحدث تلك الأصوات عن سقوط حلب وليس تحريرها وإخراج المجاهدين منها بدلاً من إخراج المرتزقة وشذاذ الآفاق وأراء الحروب لقد سقط الإعلام الغربي في تعريفه بما يحدث في العالم العربي إلي دَرَك يصعب الخروج منه وبالطبع معه البعض من القنوات العربية وفي مقدمتها ما تسمي بالجزيرة وجري عامة المصريين علي إطلاق اسم الخنزيرة عليها هي ليس إعلاماً ولكنها جزء من حرب ضروس علي العالم العبري ومعول هدمه وتفتيته لكن في النهاية لن يصح إلا الصحيح وسوف تسقط هذه الرايات المزيفة وأصحابها الخونة.
وستبقي مصر رافعة أعلام الحرية والوحدة والتقدم وهي رسالة هيأها الله لها وهي تسعي إلي تحقيقها وتتحمل في سبيل ذلك كل الصعاب والعقبات وأظن أن ما يتم مع مصرنا الغالية من حروب بكل أشكالها وحصار بكل ألوانه لا يخرج من كونه محاولات دائمة ومستمرة لحجب مصر عن دورها التاريخي وقوقعتها وتحجيمها والحقيقة فإن رغم ذلك تسعي إلي عودة دورها. والمتتبع لتحركات القيادة السياسية في الإطار العربي والإفريقي والدولي يؤكد ما أشرنا إليه كما أن إصرار الرئيس علي الحرب ضد الإرهاب والفساد في ذات الوقت لتتحلل مصر من أوزارها وتتهيأ لاستئناف دورها بقوة وفاعلية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف