الجمهورية
سعيد عبدالسلام
بين السطور .. وهنا مربط الفرس
لو كان التاريخ ينحاز بقوة ويغير الواقع الديموجرافي لكنا الآن أحسن دولة في العالم.. لأن مصر جاءت وبعدها ولد التاريخ.. ولكن في غالب الأمر ينحاز التاريخ للذين يعملون ويحترمون المنافس ويتعاملون بواقعية مع إمكاناتهم وقدرات الآخرين.
** وهذا هو مربط الفرس.. فمثلما نجح الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني في التعامل بواقعية كبيرة مع المباريات السابقة عليه المضي في نفس الطريق لأن منتخب بوركينا فاسو يتمتع بإمكانات هائلة وقدرات لاعبيه لا تقل عن منتخبات غانا والكاميرون وكوت ديفوار وغيرهم.. لكنه ولسوء حظه لا يحظي بآلة إعلامية تقوم علي إبرازه مثلما يفعل الآخرون.
** صحيح أنهم لم يسبق لهم الفوز باللقب الأفريقي.. وأكبر إنجاز لهم كان عام 2013 عندما وصلوا إلي المباراة النهائية وخسروا أمام نيجيريا.. إلا أنه واحد من المنتخبات التي يعمل لها الجميع ألف حساب في القارة السمراء لقدرات لاعبيه علي قلب الطاولة في أي لحظة.
** لكن الجميل أن المؤشر التصاعدي لأداء منتخبنا يرتفع من مباراة لأخري وأتصور أنه سيكون في أعلي معدلاته اليوم خاصة وأن ملعب المباراة سوف يتيح الفرصة للاعبي مصر أن يفرضوا أسلوبهم بعيداً عن مجاراة المنتخب البوركيني في السرعة والقوة واللعب المفتوح الذي يميل لصالحهم.
** فكلمة السر عندنا تكمن في فرض أسلوبنا علي المنافس وتقارب الخطوط بشكل كبير وعدم منحه مساحات خالية يشن عن طريقها الهجمات التي تهدد مرمي الحضري.
** وأيضاً التركيز العالي جداً في الربع ساعة الأولي وفتح جبهات متعددة لغزو المرمي البوركيني.. وفي أسوأ الظروف تحجيم أداء الفريق المنافس وإصابته بشيء من فقدان الثقة لحين الانقضاض عليه بهجمة منظمة سريعة أو مرتدة عن طريق التوربيني صلاح ورفاقه.
** كلنا ثقة في منتخبنا وجهازه الفني ولن نتعامل بعاطفية زيادة في لقاء اليوم.. صحيح نتمني الفوز ليس اليوم فقط بل باللقب ككل.. لكن في نفس الوقت علينا أن نتعامل مع الأمور بواقعية ونحترم "جنان" كرة القدم إذا جاء في غير صالحنا لا قدر الله.
* فرجال مصر قدموا لنا الكثير وهزموا منتخبين معنا في المجموعة وكسروا حاجز عقدة المغرب وسجلوا تاريخاً جديداً للكرة المصرية أكدوا معها جدراتنا علي مستوي القارة السمراء وتمسكنا بالريادة فيها.
** وتبقي كتيبة الفراعنة جاهزة لموقعة اليوم بمن حضر بعيداً عن المصابين.. فالجميع يعرف دوره كاملاً.. والكل في واحد.. يذوبون في حب مصر وليس أول علي ذلك من هدف كهربا في مرمي المغرب الذي شهد فرحة الاحتياطيين قبل الأساسيين.. فتلك هي مصر.. قوتها في وحدة أبنائها.
والله من وراء القصد
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف