طارق مراد
خيول بوركينا.. لعبة الفراعنة
نعم منتخب بوركينا فاسو لكرة القدم يتطور بسرعة في السنوات الأخيرة وأثبت أنه يمتلك الكثير من النجوم أصحاب المهارات ويتمتع بالسرعة والقوة واللياقة البدنية العالية مثل باقي الفرق الأفريقية وانطلاقاً من هذا الواقع أصبحت خيول بوركينا منافساً قوياً في بطولة كأس الأمم الأفريقية في السنوات الأخيرة.. ولكن رغم هذا الواقع ونجاح الخيول في شق طريقها حتي المربع الذهبي.. ولكن منتخبنا الوطني في المقابل.. وكأنه عاد للعرس الأفريقي بالجابون بعد غياب ثلاث دورات لينتقم ويعرض كل ما فاته ويستعيد هيبته ومكانته علي عرش القارة السمراء.. بحثاً عن إنجاز جديد لزيادة رقمه القياسي بالفوز بكأس الأمم الأفريقية "7 مرات" بإضافة اللقب الثامن.. نعم تلك هي الحقيقة فمنتخب الفراعنة كان عملاقاً مع انطلاق المونديال الأفريقي بالجابون وكان من الطبيعي أن يتحسس نجومه في أول لقاءاتهم أمام مالي طريقهم في العرس الأفريقي للتعرف علي الأجواء وطبيعة الأرض والطقس فكان التعادل السلبي.. وبعدها انطلق الفراعنة بقوة وكشفوا عن وجههم الحقيقي واستطاعوا بقيادة نجومهم محمد صلاح وتريزيجيه وكهربا والسعيد وحجازي وكريم حافظ وجبر وعبدالشافي والمحمدي وأحمد فتحي والحضري والنني وطارق حامد ومروان وكوكا ووردة أن يعزفوا أكثر من سيمفونية كروية جعلتنا نطمئن أن الكرة المصرية باتت تمتلك منتخباً قوياً يتمتع بالحيوية والسرعة والثقة في النفس وبروح البطولة وثقافة الانتصار فالفراعنة أصبح لهم شكل وشخصية وأسلوب وطريقة في الملعب يعتمد علي العقيدة والاستراتيجية الدفاعية وعدم الخسارة أولاً مع التطور الهجومي المنظم السريع بحثاً عن هدف في مرمي المنافس.. وهذا هو الأسلوب الذي يعتنقه المدير الفني الأرجنتيني كوبر الذي بات ملقباً مع الفراعنة بالعبقري السعيد ومع مرور الوقت استوعب نجوم المنتخب هذه الاستراتيجية الدفاعية لمدربهم وبات الفراعنة يمتلكون دفاعاً حديدياً يجيد لاعبوه بكل خطوط المنتخب تنفيذه بغلق المنطقة الخطرة وللضغط علي الكرة في أرجاء الملعب مع تنظيم وتمركز وانضباط دفاعي رائع وفدائية جعلت الوصول لمرمي عصام الحضري الحارس العملاق بمثابة مهمة مستحيلة لهجوم المنافسين.. وهنا استشهد بيوم الفوز التاريخي علي غانا الخطير في ختام دور المجموعات فإمبراطور روما النجم العالمي محمد صلاح سجل هدفه العالمي بعد بداية اللقاء بعشر دقائق ولكننا جميعاً كنا نشعر أن نجوم غانا السوداء لن تتمكن من التعادل وأن الفراعنة سوف يحسمون اللقاء لصالحهم.. وهو ما تحقق بالفعل وفشلت غانا في غزو مرمانا.. وهذا الواقع يقول إن أهم ما بات يتميز به منتخبنا أنه أصبح يملك القدرة والخبرة والمهارات التي تجعله يفرض أسلوبه علي الفريق المنافس مهما كانت خطورته وامكانياته.. وأري أن مواجهته مع المغرب الشقيق تعد التحدي الأصعب له علي الاطلاق في العرس الأفريقي وعبوره بهدف كهربا الذي صعق الأشقاء المغاربة قد فتح الطريق علي مصراعيه للفراعنة لاعتلاء منصة التتويج وتحقيق البطولة الثامنة.. فالفراعنة في مقدورهم الليلة كبح جماح خيول بوركينا فاسو بل والتفوق عليهم بأكثر من هدف وانهاء مغامراتهم في المونديال الأفريقي مثلما فعلنا معهم في مونديال أفريقيا عام 98 في عقر دارهم والذي توجنا فيه أبطالاً للقارة خاصة أن الأداء الجماعي للفراعنة وصل لقمة النضج الكروي ولدينا عدة مفاتيح هجومية قادرة بفضل مهاراتها العالية وموهبتها علي صنع الفارق في أي لحظة أمثال محمد صلاح وتريزيجيه وكهربا والسعيد.. ولكن المهم أن التركيز والدقة في استغلال الفرص المتاحة فالحلم الأفريقي بات علي الأبواب يفصلنا عن تحقيقه 180 دقيقة.. ولكنه يبدأ أولاً بالفوز علي الخيول وترويضها وإعادتها لبلادها غداً.. وعلي أسوء الأحوال إذا ما عاندتنا الكرة.. ولم يوفق لاعبونا فهذا لن يقلل من النجاحات التي حققوها في عرس الجابون الأفريقي وقدموا خلاله أوراق اعتمادهم بأن مصر أصبح لها منتخب عملاق قادر علي تحقيق الإنجاز الأهم والانتصار الأعظم ألا وهو التأهل لنهائيات كأس العالم بروسيا 2018 أقول ذلك رغم ثقتي بأن خيول بوركينا لعبة الفراعنة.