الجمهورية
محمد نور الدين
"أفواه ..مغرضة"!
"دعاة الوطنية".. "زاعمو الحرية".. "تجار الديمقراطية".. هم آخر كتائب محاربة قيام ونهضة الدولة المصرية.. وكأنهم يستكثرون علي المصري أن ينعم ببلد الأمن والاستقرار.. ووطن البناء والاصلاح. ومجتمع التآلف والتكاتف.
فشل الارهاب. وأخفق التخريب. وعجز الاعتصام والتظاهر عن النيل من تماسك وترابط مؤسسات وأجهزة الوطن.. فاتجه المغرضون إلي تنظيم الحملات الاعلامية الممنهجة. وإطلاق الدعوات الهدامة التي تستهدف شق الصف. وإشاعة الفوضي..وتأليب الشعب ضد كيانات الدولة ورموزها.
من منطلق "حق التعبير".. خرجت من تطالب بترخيص الدعارة وإباحة الجنس قبل الزواج.. وظهرت من تدعي أن الاشهار كاف لاثبات الزواج ولا داعي لأي مراسم أو ثائق لإقراره!!..وأطل من نافذة "الشطط" من ينادي السيدات بضرورة خلع الحجاب!!
بحجة "إبداء الرأي".. انكشف من يشكك في الثوابت الدينية. ويسب الأئمة. ويوصم التراث بالعفن. ويتلاعب في التفاسير. ويحرف الأحاديث.. ويرتدي ثوب "المفتي" دون علم وبلا أي سند ثقافي.. كما استغل أحدهم حقه في إدلاء وجهة نظره واقترح تقنين "الحشيش"!!
باسم الحرية والديمقراطية..انتفض بعض الاعلاميين.. يتجاهلون الانجازات والنجاحات.. ويهولون ويضخمون من السلبيات.. بل تجاوز كل منهم كافة المواثيق.. وأخذ يسب ويلعن.. ويردد الشائعات. وينشر الأكاذيب.. قاصدا البلبلة والتشكيك والتشويه.. وبث مناخ من الكآبة والاحباط بين المواطنين!!
أبداً.. ليس المقصود تكميم الأفواه.. لكن الانتقاد لا يعني هدم المعبد فوق الرؤوس.. ولا توجيه السباب والشتائم. ولا التشكيك في نوايا الدولة ولا تعميم الأخطاء.. وإنما يعني المصارحة والمكاشفة دون مبالغة أو شطوح.. وتقديم المعلومة بلا مزايدة أو تهكم.. وتوضيح الحقائق بتجرد ونزاهة..وعرض الايجابيات بجانب السلبيات!!
طبعاً.. مرفوض أن يصبح الاعلام صوتا واحدا مؤيدا للحكومة.. إلا أنه مرفوض أيضا أن يتحول إلي "كيان" موجه ضد الدولة علي طول الخط.. وينضم إلي الأفواه المغرضة.. يضخم من الأخطاء.. ويذيع الشائعات. ويعرض الأكاذيب. ويسود الصورة. ويسلط الضوء علي النماذج الشاذة في المجتمع. ويستضيف من يفرض الرأي. ويبث الفتنة. ويدعو إلي الفرقة والانقسام..ويهاجم رموز الدولة.. بلا سبب. وعن جهل. ولغرض شخصي.. ولاجدال أن هذا النوع من الاعلام لن ينجح في زيادة نسبة المشاهدة. وإنما العكس.. سوف ينصرف عنه الناس.. وتتضاعف خسائره.. ويصيبه الخزي والخجل!!!
إن مصر تواجه حروبا كثيرة علي جبهات مختلفة.. تحتاج إلي الاصطفاف والتكاتف.. حتي تعبر التحديات الشرسة بسلام.. وتقيم الدولة العصرية الراسخة.. ولعل الاعلام الصادق والمنزه علي الهوي إحدي ركائز المواجهة. وأهم أسلحة التصدي.. إعلام وطني وواعي.. ينقد ويبني.. يعارض ويوجه.. يكشف الداء ويقدم الدواء.. يشير للسلبيات ويشيد بالايجابيات.. يدق فوق رأس الطالح.. ويفخر ويزهو بالصالح.. يعرض الصورة بكل أبعادها. وألوانها.. بلا رتوش.. ودون تحريف.. ومن غير اللجوء إلي "الفوتوشوب"!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف