** هل أخطأنا حقا بقرار تعويم الجنيه؟
** هل كان قرارا مدروسا من كل جوانبه؟
** هل قيمة الدولار الحقيقية تزيد علي 18 جنيها؟
** هل انهار الجنيه إلي هذه الدرجة؟
** اذا كان قرار التعويم خطأ.. فكيف نعالجه وكيف نصحح الخطأ؟
** واذا كان القرار صحيحا.. فلماذا قال رئيس بعثة صندوق النقد الدولي لمصر "كريس جرفيس" ما قاله منذ أسبوعين من أن أحدا لم يتوقع هذا الانهيار للجنيه؟
نريد اجابات واضحة من الحكومة لأن القضية لا تتعلق بأزمة اقتصادية أو رؤية اقتصادية بل تتعلق بحياة شعب غذاء ودواء ومعيشة بكل نواحيها.
لم يرد أحد حتي الآن ردا مقنعا علي ما قاله جرفيس أو حتي نفي كلامه وقال ان هذه التصريحات كاذبة وليست صحيحة.. لكن أن يكون هناك صمت مريب لمدة اسبوعين ولا أحد يرد فلابد أن نفهم.. لأن القضية ببساطة شديدة أن مرتبات الموظفين في مصر بمن فيهم الكبار انخفضت بحوالي 60% والأسعار زادت من 70 الي 300% بسبب قرار التعويم.
الرئيس عبدالفتاح السيسي هو الأحرص علي المواطن البسيط .. وجل اهتمامه بالبسطاء الفقراء بدليل هذه المشروعات الكبري التي تستهدف أساسا رفع حالة البنية الأساسية للدولة والاقتصاد من أجل المواطن.. لكن دور الرئيس وحده في غياب دور فعال للحكومة لا يكفي.. نحن في مرحلة حرجة وصعبة ونحتاج لتضافر كل الجهود أن يؤدي كل انسان دوره بأمانة وصدق وتحمل للمسئولية.. فما بالك بالوزراء وكبار المسئولين؟
لابد أن تخرج علينا الحكومة باجابة للسؤال الأول: هل كان قرار التعويم خطأ؟ واذا كانت الآثار المترتبة عليه أكبر من المتوقع فما هو الحل؟ وما هي خطط العلاج لتفادي الآثار السلبية الأخري المتوقعة؟
عندما بدأ تنفيذ قرار تعويم الجنيه قال الخبراء إن السعر المنطقي والسوقي للدولار في مصر يتراوح بين 12 و14 جنيها فقط فما هو سر ارتفاع السعر الي أكثر من 18 و19 جنيها وكيف عادت السوق السوداء؟ وأين دور الدولة في مواجهة هذه السوق؟
يقول بعض الخبراء ان الدولة لم تكمل القرار بعد حيث كان يجب أن تراعي البعد الاجتماعي خاصة ان المواطن المصري ظل لسنوات طويلة يعتمد علي اقتصاد الدولة ولا يمكن فجأة وبلا مقدمات أن نلقي به في مواجهة السوق الحرة وحده وهو لا يملك مقومات هذه المواجهة.. أي أن نرميه في البحر وهو لا يعرف فن العوم!!
** التأخير في اصدار القرارات المكملة أو العلاج خطر كبير.. فلا مبرر لتأخير قرارات اصلاح المرتبات سواء بالضرائب التصاعدية علي الدخل ورفع حد الاعفاء الضريبي للشرائح الدنيا.. أو رفع المرتبات حتي ولو من خلال حوافز لمواجهة الغلاء.. وكذلك رفع المعاشات حتي لو من خلال نفس حوافز مواجهة الغلاء التي تكون وسيلة للمواجهة الحقيقية الي جانب دور الدولة في مواجهة الغلاء من خلال الرقابة الحقيقية القوية علي الأسعار وتحديد هامش ربح واضح.. لأنه من المريب والغريب أن يكون سعر منتج واحد متفاوتا بنسبة تصل أحيانا الي 100% في مكانين مختلفين في العاصمة مثلا!!
** هناك قرارات اقتصادية صحيحة وسليمة 100% نظريا لكنها في الواقع ومع ظروف ما لا تكون سليمة بل تكون كارثية.. فلابد من تفعيل فقه الواقع الاقتصادي.. لأنه ضرورة في ظروف صعبة تمر بها مصر من كل جانب.
** فالتعويم قد يكون سليما 100% ولكن بسبب الواقع الاقتصادي للمواطن لابد من علاج آثاره وتداعياته علي المواطن الفقير.. وأن يدفع المواطن مقابل كل الخدمات التي يحصل عليها قرار سليم 100% ولكن أي مواطن يمكنه تحمل مقابل الخدمات وهو بلا دخل مثلا.. أو دخله لا يكاد يكفيه؟
اذا وصل الموظف الي المعاش وانخفض دخله الي الربع أو الخمس أحيانا بل أكثر من ذلك بكثير في أحيان أخري وزادت تكاليف الحياة عليه بسبب العلاج والدواء والأطباء وتكاليف الشيخوخة.. فكيف نطالبه بأن يدفع مقابل الخدمات التي كان يحصل عليها مجانا وهو موظف يتقاضي خمسة أضعاف معاشه.. فما بالك وأن الموظف الآن.. مهما بلغ راتبه ـ لا يستطيع الوفاء باحتياجاته واحتياجات أسرته!!
هناك جانب أبيض في الصورة السوداء.. ومظهر ايجابي وسط السلبيات وهو العمل الخيري الذي زاد بفاعلية أكبر وتنظيم رائع.. ولكن الدور الخيري مازال عشوائيا في اجماله.. فقد تفاجأ مثلا بأن محترفا فقيرا يحصل علي اعانات من أكثر من جمعية خيرية بينما فقراء آخرون أكثر حاجة لا يعرفهم أحد ولا يسألون الناس.. وبالتالي لا يملكون أبسط احتياجاتهم.. ولا يعرفهم أحد!!!
** لا نريد دورا حكوميا في هذا الشأن ولكن يمكن لشيخ الأزهر فضيلة الامام الأكبر من خلال بيت الزكاة أو بيت العائلة أو أي بيت مصري أن يشكل قمة لأهل الخير تضم مؤسسات العمل الخيري والتطوعي بحيث يتم تنظيم هذا العمل ليكفي احتياجات كل الفقراء.
لقد أعلنت جمعيات خيرية عديدة عن توزيع بطاطين هذا الشتاء.. ولو تم تنظيم هذا العمل لوصلت بطانية بالفعل لكل محتاج ولو حدث تنسيق عملي وفعلي بين هذه الجمعيات والهيئات لوصل الخير للجميع وليس لفئة أو جهة دون أخري وبشكل أكثر حرصا علي كرامة المواطن الفقير وأبنائه خاصة الفتيات!!!
** يبقي دور مجلس النواب الذي يجب أن يسرع في اصدار تشريعات لعلاج أي خلل نتج عن تعويم الجنيه أو عن تأثير سياسات اقتصادية لمدة أربعين عاما منذ بدء سياسة الانفتاح الاقتصادي في نهاية سبعينيات القرن الماضي.. وأصبح ضروريا الآن اصدار تشريعات تحمي الفقراء وتحقق برنامج الرئيس السيسي الانتخابي لتحقيق العدالة الاجتماعية وحماية الفقراء ورفع مستوي المعيشة لمصر.. والمصريين..!!
مئوية عبدالناصر في معرض الكتاب
من أهم ظواهر معرض الكتاب هذا العام الاهتمام بكل ما يتعلق بجمال عبدالناصر.. وبتاريخ مصر الوطني لدرجة أن اصدارات بيعت بالكامل لأنها تحمل عناوين تمس تاريخ مصر الوطني خاصة في فترة جمال عبدالناصر.
سألت خبراء في مجال النشر والتوزيع عن السر فأجمعوا علي أن هناك اتجاها شبابيا جارفا لقراءة تاريخ مصر الوطني.. وكل ما يتعلق بحياة زعماء مصر.. حتي ان كتبا عن أحمد عرابي ومصطفي كامل وسعد زغلول أيضا بيعت بشكل جيد.
الملاحظة الجديرة بالاهتمام ان عبدالناصر الذي ولد في 15 يناير 1918 بدأ عامه المائة منذ أيام وبدأت بعض دور النشر والاصدارات في استغلال مئوية مولد عبدالناصر.. سواء بالصور أو الوثائق أو التحليل وكل هذا يلقي اقبالا حقيقيا ينم عن رغبة وطنية جارفة نحو كل ما هو وطني وقومي وأصيل في تاريخ مصر..!!
الملاحظة الأخري أن هذه الظاهرة ليست قاصرة علي الشباب المصري بل ان نسبة عالية من الشباب في الوطن العربي تشعر بنفس الاهتمام نحو هذه المرحلة من تاريخ الوطنية المصرية خاصة تلك التي اهتمت بالقومية العربية التي حمل شعارها ولواءها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.
هل هو الحنين الي الماضي وجماله.. أم الخوف من المستقبل ومجهوله؟
هل هو الاحساس بغياب روح القومية العربية والاحساس بالهوان العربي الذي يزداد يوما بعد يوم.. والانقسام العربي المصنوع من خلال قوي خارجية تمثل شكلا جديدا من أشكال الاستعمار الجديد؟ هل هو الهوان العربي الذي جعل العرب أبعد ما يكونون عن أزمات عربية تم صناعتها بأيد غير عربية ويتم حلها الآن بأيد ليست عربية أيضا كما يحدث في سوريا..؟
هل هو الهوان العربي الذي يجعل رئيس أمريكا الجديد يعلن عن قراراته العنصرية ضد عرب ومسلمين.. ويكون رد الفعل العربي أضعف ما يكون علي عكس ما حدث ويحدث الآن من رفض أمريكي وغير أمريكي لتلك القرارات ونحن أصحاب الشأن نتفرج؟!!
همس الروح
** الحب أقوي علاج لكل الأمراض كما أن غيابه سبب لأشد الأمراض ضراوة.
** املأ قلبك حبا.. تشعر بمعني الحياة.
** القلب المصاب بجفاف العاطفة قلب مريض يحتاج ألف دعامة عاطفية.
** قل لي: هل تحب؟ أقل لك من أنت!!