الأهرام
فاطمة شعراوى
من القلب .. مصير ماسبيرو
لمصلحة من حالة الغموض والضبابية والهلع التى تحاط بها أروقة ماسبيرو منذ فترة؟ ومتى سيخرج مسئول يوضح مصير ماسبيرو خلال الأيام القادمة، وبالطبع لا يمكن إنكار أن المبنى العريق يحتاج الكثير والكثير ليعود لمكانته التى تليق يالإعلام المصرى.. ولكن ما آل إليه سببه الأول هو إهماله على مدى سنوات بل وعدم الاعترف به، فقد نسى أو وتناسى الكثيرون أن ماسبيرو هو ذاكرة الأمة، فهذا المبنى التاريخى الذى أنشاه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ليكون صوت مصر والمعبر عن قضاياها القومية ساهم على مدى سنوات طويلة فى التوعية وتثقيف الرأى العام، وكان ولا يزال رمزا للدولة الوطنية ولا يجب أن يخضع لحسابات المكسب والخسارة.

لا نستطيع إنكار أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون يحتاج تطويرا فى الشكل والمضمون بعد أن ورث تركة هائلة من التسيب وعدم الاكتراث بقيمته، بدء من تعبئة الشرائط لمجرد العرض والحصول على اللائحة أو السقف وهو السبب الرئيسى فى نظرى فى التدهور الذى أصاب العمل فى قطاعات ماسبيرو المختلفة، والذى ساوى بين من يعمل ومن لا يعمل ومن يبدع ومن لا يفقه فى الإعلام شيئا، وهنا تأتى مرحلة الإصلاح والتطوير والتى يتمنى أبناء ماسبيرو جميعا أن يساهموا فيها.. فقط يمد لهم المسئولون والدولة يد العون ويطرحون خطط الإصلاح لتنفيذها، ولابد زن يكون ذلك فى أقرب وقت، فالدول تحافظ على مؤسساتها العريقة ونحن لدينا ماسبيرو الذى يجب أن نحافظ عليه ونهتم بإصلاحه لأنه سيظل يمثل الأمن القومى والحفاظ عليه واجب وطنى.

يؤسفنى ما يثار عن أن ماسبيرو أصبح عالة على الدولة، وعبئا ماليا على الحكومة، تلك الجمل التى يرددها أصحاب المصالح تناست أن المبنى يضم كثيرا من الكفاءات النادره فى كل التخصصات، وأبناؤه هم من صنعوا مفهوم الإعلام فى الداخل والخارج عندما كانوا يعملون فى مناخ صحى وطبيعى ينتج ولا يبعث على اليأس والتبلد وتسانده الدولة.

وأختتم كلامى بكلمات جميلة أقتبستها من الشاعر والإعلامى القدير عمر بطيشة فى هذا الشأن: أبناء ماسبيرو شرفاء.. ليسوا دخلاء ولا نشطاء، ليسوا أراجوزات ولا نبطشيات، تربوا وتدربوا جيدا قبل العمل على الهواء وهم عمود وخيمة الإعلام المصرى.. لو زالت إنهار البناء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف